نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه انه اشتبك أنصار ومعارضي الرئيس محمد مرسي الجمعة في أسوأ أعمال عنف منذ توليه مهام منصبه، في حين دافع عن قرار تسليم نفسه سلطة شبه مطلقة للقضاء على ما وصفه ب "السوس ينخر في مصر."
حول مرسوم مرسي، الذي صدر الخميس، أشهر من الاستقطاب المتنامي الي معركة مفتوحة بين الإخوان والليبراليين الذين يخشون دكتاتورية جديدة. و يتحدث البعض في المعارضة، والتي تم تقسيمها وإضعافها, الآن عن حملة مستمرة ضد الرجل الذي أصبح أول رئيس لمصر منتخب بحرية قبل خمسة أشهر تقريبا.
أكدت الاضطرابات أيضا على الصراع حول الطريق المضطرب الذي تسير به مصر بعد نحو عامين من انتفاضة شعبية أطاحت بنظام حسني مبارك الاستبدادي. يتهم الليبراليين المصريين والعلمانيين جماعة الاخوان المسلمين باحتكار السلطة، و السيطرة على كتابة دستور جديد , و الفشل في التعامل مع مشاكل البلاد المزمنة الاقتصادية والأمنية.
وقال مرسي لآلاف من مؤيديه وهم يهتفون خارج القصر الرئاسي في القاهرة "أنا لا أحب، و لا اريد أو احتاج إلى اللجوء إلى تدابير استثنائية، ولكنني سافعل ذلك لو لاحظت أن شعبي، الأمة وثورة مصر في خطر". ولكن حتى قبل أن يتحدث، تظاهر الآلاف من كل مخيم في المدن الكبرى، و اندلع العنف في أماكن عدة، وترك ما لا يقل عن 100 جريحا، وفقا لمسؤولين أمنيين.
اطلقت قوات الأمن وابلا من الغاز المسيل للدموع على آلاف المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية و اشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب في شوارع عدة بميدان التحرير في القاهرة، مهد الربيع العربي، وأمام مبنى البرلمان في مكان قريب. أشعل المتظاهرون النار في أغصان الأشجار لمواجهة الغاز، وأحرقوا أيضا مبنى سكني وسيارة تابعة للشرطة.
احتشد عشرات الآلاف من الناشطين في ميدان التحرير نفسه، و نددوا بحكم مرسي. في ردة إلى انتفاضة العام الماضي ضد مبارك 18 يوما، رددوا شعار مبدع سمع لأول مرة في تونس في أواخر عام 2010: " الشعب يريد إسقاط النظام". وصاحوا أيضا "ارحل، ارحل"
خارج مسجد في مدينة الاسكندرية، ألقى حشود ضد مرسي الحجارة والمفرقعات النارية على أنصار الإخوان الذين استخدموا سجاد الصلاة لحماية أنفسهم مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 15. ثم اقتحم المتظاهرون مكتب الإخوان في مكان قريب. وذكرت وسائل الاعلام انه أحرقت مكاتب الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في السويس والإسماعيلية وبور سعيد، شرق القاهرة. و يؤكد مرسي والإخوان أن مؤيدي النظام السابق ما زالوا يعيقون التقدم نحو الديمقراطية.