يقول دبلوماسيون إن إيران قد تزيد قريبا تخصيب اليورانيوم في محطة نووية تحت الأرض في تطور قد يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للنزاع بشأن طموحات طهران النووية. وقالوا إن إيران انتهت تقريبا من تركيب أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو المدفونة على عمق كبير داخل جبل ويعتقد أنها في وضع يمكنها في المستقبل القريب من زيادة إنتاج المواد التي يمكن أن تستخدم في صنع قنابل اذا جرت معالجتها بصورة أكبر.
وقال دبلوماسي معتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا يوم الخميس "قد يصبح لديهم القدرة على (زيادة الإنتاج) في غضون أسابيع قليلة."
ومنشأة فوردو مصدر قلق كبير للغرب لأن إيران تستخدم المنشأة في تنقية اليورانيوم إلى تركيز انشطاري بنسبة 20 في المئة.
وحقيقة أن المنشأة مدفونة في أعماق الأرض تجعلها أيضا أقل عرضة للغارات الجوية التي هددت بها إسرائيل إذا فشلت المساعي الدبلوماسية في منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وتنفي طهران انها تسعى إلى شيء من هذا القبيل وتقول إن برنامجها سلمي تماما. لكن مفتشي الاممالمتحدة يشتبهون في انشطة نووية عسكرية في الماضي وربما حاليا.
ومن المقرر أن تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الفصلي عن إيران للدول الأعضاء يوم الجمعة بعد عشرة أيام من إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمر الذي بعث الأمل في إحياء المساعي الدبلوماسية لحل هذه القضية.
ومن المتوقع أن يظهر التقرير أن إيران تمضي قدما في تحديها بتوسيع برنامجها النووي المثير للجدل على الرغم من العقوبات الغربية القاسية التي تستهدف قطاع النفط الحيوي والاستمرار في تطهير موقع عسكري تريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارته.
وفي فوردو يقول دبلوماسيون إن إيران وضعت الآن حوالي 2800 جهاز طرد مركزي بزيادة عن 2140 جهازا في تقرير الوكالة السابق الصادر في أغسطس آب الماضي.
ومن غير الواضح ما إذا كان قد تم الانتهاء من مد الأنابيب اللازمة وغيرها من البنى التحتية لكافة الأجهزة المثبتة في الآونة الأخيرة. وليس من المعروف أيضا ما إذا كانت إيران ستستخدم أجهزة الطرد المركزي الجديدة لانتاج اليورانيوم عالي التخصيب.
بدأت إيران انتاج اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 20 في المئة في فوردو مقارنة مع مستوى 3.5 في المئة اللازمة لمحطات الطاقة النووية في أواخر عام 2011 وظلت تشغل هناك 700 جهاز طرد مركزي منذ يناير كانون الثاني من هذا العام.
وعبر أوباما وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين هذا الاسبوع بشكل منفصل عن رغبتهما في استئناف المساعي الدبلوماسية التي وصلت إلى طريق مسدود منذ اجتماع بين القوى العالمية الست وإيران انتهت دون تحقيق انفراجة في يونيو حزيران.
وتريد القوى العالمية - الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا - أن توقف إيران التخصيب بنسبة 20 بالمئة وإغلاق منشأة فوردو وشحن مخزونها من هذه المادة للخارج.
واشارت إيران إلى أنها قد تكون مستعدة لتعليق التخصيب لكنها تطالب برفع العقوبات المفروضة في المقابل وهو الطلب الذي يرفضه الغرب.
وتقول طهران انها تحتاج إلى يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة لانتاج وقود لمفاعل للأبحاث الطبية وانها استخدمت جزءا كبيرا من مخزونها لهذا الغرض