ترجمة منار طارق نشرت صحيفة جلوبال بوست مقالا اوردت فيه انه على الرغم من فشل الرئيس الامريكي باراك أوباما في الوفاء بخطابه السامي للسلام في العالم العربي بعد انتخابه الماضي، مع ذلك, تنفس المصريون الصعداء صباح اليوم الاربعاء. وقال المصريين أنه في حين لم يكن أوباما مثالي، الا انه أقل عدوانية وأكثر دنيوية من منافسه الجمهوري، ميت رومني.
و قال هاني شكر الله، رئيس تحرير الموقع الإخباري المصري، الأهرام أون لاين، في إشارة إلى رومني صباح الاربعاء علي تويتر "احسنت صنعا يا اوباما! في تنهيدة كبيرة للتخفيف من مصر. وكان البديل فظيعة جدا لمجرد التفكير به! "
وأعرب مصريون أخريين، على تويتر وفي الشوارع، عن رضاهم بفوز أوباما، مهنئين الأمريكيين ومشيدين بما يقولون انه تراث أوباما المسلم. لكن علي ما يبدو ان بعض سكان القاهرة غافلين عن نتائج الانتخابات، و تجاهلوها ببساطة زخم يومهم.
في عام 2009، اختار أوباما القاهرة لالقاء كلمة رئيسية في السياسة الخارجية التي تهدف إلى التراجع عن حقبة من العلاقات المشحونة مع الشرق الأوسط. أثار خطاب أوباما موجة من الأمل أن أمريكا تعدل من سياستها بالحرب والمغامرة في المنطقة.
ولكن في الواقع, نمي لدي الكثير من المصريين منذ فترة طويلة شعور بتناقض الزعيم الأميركي الذي خيب أمل العالم المسلم بعدم تحقيق تقدما يذكر في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وترأس حملة غارات بطائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل العشرات في باكستان واليمن وأماكن أخرى.
في الداخل، شهدت علاقة مصر المستقرة مع الولاياتالمتحدة أيضا سلسلة من التحولات منذ تولي اوباما مهام منصبه في عام 2008، وليس أقلها أهمية هو إسقاط الرئيس المصري السابق وحليف للولايات المتحدة ، حسني مبارك، في عام 2011.
وقال الناشط المصري ، وائل اسكندر, 26 عاما , " كان شعب [أوباما] متعاطفا مع الثورة ولكن في نفس الوقت حاول الحفاظ على توازن. الامر كله يتعلق بكونه واقعيا قدر الإمكان. و تبحث الولاياتالمتحدة عن مصالحها الخاصة. "
في سبتمبر، تعرضت العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر لضربة عندما تظاهر مئات المحتجين ضد مقطع الفيديو المعادي للإسلام, و اقتحموا السفارة الأميركية في القاهرة. و تعثر الرئيس المصري المنحدر من جماعة الاخوان المسلمين، محمد مرسي, في رده عندما فشل في إدانة الخرق. وفي فترة انقطاع كبير للسياسة الأمريكية لعقود طويلة, و في خطوة وصفها بعض المحللين انها تشير الي استعداد أوباما للضغط على حكام مصر الجدد، قال أوباما علنا انه لا يعتبر مصر "حليفا".
وقال عزب مصطفى، أحد قادة الإخوان في القاهرة "اضطر أوباما للتعامل مع مصر بعد الثورة، والتي غيرت بشكل جذري ديناميات العلاقة بين مصر والولايات المتحد. نريد أن يكون هناك علاقة متميزة مع أمريكا، ولكن بغض النظر عمن هو الرئيس، انهم يريدون دائما الأكثر فائدة لهم."
على الرغم من خيبة الأمل من فترة ولاية أوباما الأولى، هناك توافق في الآراء إلى حد ما أن فترة ولاية ثانية للرئيس أفضل من السياسة الخارجية بقيادة رومني. و ينظر البعض الي المرشح الجمهوري - الذي حصل على بعض الدعم بين هؤلاء المصريين الذين يأملوا ان تتخذ الولاياتالمتحدة موقف أكثر صرامة ضد الإخوان – علي أنه تعلم وجهة نظر الشرق الأوسط التي تنسجم مع تبجح النظام العسكري السابق لجورج بوش.
و قال أحمد صلاح، على تويتر "رومني أصولي بشكل كبير, وسيكون له نفس سياسات بوش ". في المقابل، يقول كثير من المصريين انهم يعتبرون أوباما زعيما ذكي عالميا, مع ميله للسياسات ذات الفارق البسيط نسبيا ,والتفاهم في العالم العربي.
وقال محمود خضر، نادل في مقهى في وسط القاهرة."سيصبح العالم كله أعداء لأمريكا إذا فاز رومني, فلديه الكثير من العداء للعرب. اما أوباما، فهو ذكي. و لديع تفكير تطلعي. و قد دعيت لأوباما كي يفوز."