نظمت الجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء أمس خامس حلقة نقاشية في سلسلة المائدة المستديرة بعنوان "ما وراء الأحداث"، لمناقشة أوجه اختلاف السياسة الخارجية لكل من أوباما ورومني تجاه مصر والمنطقة. عُقدت جلسة الحوار تحت عنوان " أوباما أم رومني: ماذا يحمل كل منهما لمصر والشرق الأوسط،" حيث تحدث أساتذة الجامعة الأمريكية بالقاهرة السفيرة د. ماجدة شاهين، مدير مركز الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود للدراسات والبحوث الأمريكية بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة وسفير مصر الأسبق باليونان، ود. بهجت قرني؛ أستاذ العلاقات الدولية ومدير منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ود. جمال سلطان؛ أستاذ مساعد زائر بقسم العلوم السياسية والمدير السابق لمركز الأهرام للشئون السياسية والإستراتيجية ود. محمد العسعس؛ المدرس بقسم الاقتصاد. المائدة أدارتها راندة أبو العزم؛ مدير مكتب قناة العربية بالقاهرة .. وفقاً لخبراء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فإن الرئيس الأمريكي ليس هو الوحيد الذي يقرر السياسة الخارجية الأمريكية، بل إن الكونغرس، ومراكز الأبحاث، والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل هذه السياسة. فطبقاً للدكتور قرني فإن الرئيس الأمريكي لا يستطيع إقرار الموازنة العامة للدولة ولا إعلان الحرب من دون موافقة الكونغرس. أما بالنسبة للإعلام، فهو قادر على تغيير جدول أعمال الرئيس الأمريكي. يري العسعس أنه ليس لدي أي من أوباما أو رومني رؤية واضحة بشأن الشرق الأوسط، لأن منهج كل منهما في السياسة الخارجية تجاه المنطقة هو أقرب إلى الترقب بدلاً من التخطيط، فكلاهما يتفاعل مع ما يحدث دون وضع سياسة واضحة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. يقول العسعس: "لا أعتقد أن هناك فارق جوهري بين برامج السياسة الخارجية لكلا المرشحين، بل أعتقد أن اهتمامهما بالمنطقة لا يتجاوز مقتل السفير الأمريكي في ليبيا." أما شاهين فتري أن هناك فارق كبير بين شخصية وأسلوب أوباما ورومني إذ إن أوباما أقرب إلى المنطقة من رومني الذي كشف أوراقه بزيارة إسرائيل. تقول شاهين: "على الرغم من الاختلاف في مواقف كلا المرشحين، إلا أن قضية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة تبقي أولوية الإدارة الأمريكية، وهذا الأمن القومي يقابل الآن بربيع عربي غير واضح المعالم والمسلك، وديمقراطية غامضة. والمؤكد أنه لا يستطيع أي من أوباما أو رومني التضحية بالأمن القومي الأمريكي من أجل دعم ديمقراطية غير واضحة المعالم." وفيما يتعلق بالعلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أشارت شاهين إلى أن الإخوان المسلمين لا يعرفون تحديداً ما الذي يحتاجونه من الولاياتالمتحدة، والولاياتالمتحدة نفسها ليس لديها رؤية واضحة لما يمكن أن يقدمه لها الإخوان المسلمون. تقول شاهين: "الاثنان لا يعرفان ما الذي يمكن أن يأخذاه من بعضها البعض، فالإخوان المسلمون يضعون القضية الفلسطينية في أولوية اهتماماتهم، ويتمنون لو تساعد الولاياتالمتحدة في حلها لكن هذا لن يحدث أبداً مما سوف يؤدي إلى خيبة أمل الإخوان المسلمين." يتفق قرني مع شاهين أن أوباما ورومني يمتلكان مذهبان سياسيان مختلفان لأنهما يأتيان من خلفيات اجتماعية مختلفة، قائلاً إن رومني يفتقر مبادئ اللباقة والدبلوماسية مما يضعه في موقف دفاعي، وأضاف: "إذا فاز رومني في الانتخابات، أعتقد أنه سيكون من الصعب على دول الشرق الأوسط التعامل معه. فسياسة الولاياتالمتحدة الخارجية تجاه أي دولة عربية دائماً ما تكون ثلاثية الأبعاد لأن إسرائيل لاعباً رئيسياً في المعادلة." كما وصف قرني السياسة الخارجية المصرية تجاه الولاياتالمتحدة بأنها كانت دائماً سياسة رد فعل وليست فعل حتى قبل الثورة، "فهي سياسة مرتبكة، يشوبها الكثير من الارتجال والكسل الفكري والاعتماد على المساعدات، هذا هو السبب في أنها أصبحت سياسة تبعية." يري سلطان أنه لا يوجد فارق كبير بين المرشحين فيما يتعلق بالسياسة الخارجية: "ما يقدمه رومني لا يختلف كثيراً عما يقوم به أوباما الآن، فهو يستخدم فقط لغة مختلفة." كما أضاف سلطان أن رومني لم يقترح سياسة خارجية مختلفة لكنه يستخدم بعض المصطلحات التي كان يستخدمها جورج بوش الابن، "رومني هو نسخة معدلة من جورج بوش الإبن، وعلى الرغم من فشل بوش، فإن التيار الذي يعبر عنه لم يفشل. هذا التيار لا يزال قائماً، وهو ما جاء بمجموعة المساعدين لرومني اللذين ارتبط اسمهم ببوش." ورأي المتحدثون أن الشرق الأوسط لا يشكل أهمية كبيرة في أجندة الانتخابات الأمريكية. وفقاً للعسعس، فإن الوضع الاقتصادي هو القضية الرئيسية التي يهتم بها المرشحان. أما سلطان، فيعتقد أن منطقة الشرق الأوسط سوف تصبح ذات أهمية في حال انخرطت الولاياتالمتحدة في الصراعات الإقليمية مع إيران أو سوريا.