انتزع شريط تركي مشارك في مسابقة الفيلم الروائي ارفع جائزة في ختام فعاليات الدورة السادسة لمهرجان ابو ظبي السينمائي التي اعلنت نتائجها مساء الجمعة في حفل رسمي اقيم في قصر الامارات.
ومنحت لجنة التحكيم التي ترأستها شبانة عزمي الممثلة الهندية التي ادت ادوارا مختلفة في اكثر من 120 شريطا، جائزة اللؤلؤة السوداء لافضل فيلم لشريط "ما بين بين" للمخرج التركي ييشيم اوستغلو والذي يروي حكاية مراهقة تقع في غرام راشد وتحمل منه لكنه يتركها لتواجه مصيرها بمفردها في قرية نائية.
وقال المخرج خلال تسلمه الجائزة عن هذا الشريط الاول له "انها الجائزة الاولى التي اتسلمها في حياتي وكأني تسلمت قصرا".
ومنحت جائزة اللؤلؤة السوداء للجنة التحكيم الخاصة لشريط البرتغالي مانويل دي اوليفيرا "غيبو والظل"، وقالت لجنة التحكيم انها الجائزة الوحيدة التي منحت باجماع اللجنة كون الفيلم "عملا نادرا جدا يتجاوز الاعمال المعتادة ويمتاز بتعبير عميق وجميل عن فن المسرح والتصوير والموسيقى".
ومنح التونسي نوري بوزيد تكريما لمسيرته الفنية وخصوصا عن شريطه "ما نموتش" الذي تطرق فيه لنضال المرأة التونسية، فنال جائزة افضل مخرج من العالم العربي وقال عند اعتلائه المنصة "فكري وقلبي مع النساء التونسيات في مقاومتهن اليومية ضد كل مظاهر التخلف".
ومنحت جائزة افضل ممثلة في هذه الفئة التي تكافىء الفيلم الروائي الطويل للممثلة الروسية فرانشيسكا بيتري عن دورها في فيلم "خيانة"، وكانت حاضرة لتسلم الجائزة ثم شكرت المخرج وقالت "شعرت في هذه الايام في ابوظبي باني اميرة عربية".
اما جائزة افضل ممثل فكانت من نصيب غاييل غارسيا برنال عن دوره في فيلم "نو" التشيلي الذي يعالج نهاية حكم بينوشيه.
وحظي فيلم "انقاذ الوجه" لدانييل جونغ وشارمن عبيد شينوي بجائزة الجمهور بعد تقديمه في تظاهرة عروض السينما العالمية وهو وثائقي سبق ان حاز الاوسكار.
وفي تظاهرة "آفاق جديدة" التي تكرم الافلام الشابة شاركت تجارب أولى وثانية عبر 15 شريطا من الدانمارك الى جورجيا ومن الولاياتالمتحدة الى ماليزيا وبين الافلام المشاركة سبعة من المنطقة.
ومنحت جائزة اللؤلؤة السوداء لافضل فيلم في هذه الفئة لشريط "عائلة محترمة" للايراني لمسعود بخشي بينما منحت الجائزة الخاصة للجنة التحكيم لشريط "وحوش البرية الجنوبية" للمخرج الاميركي بين زيتلين.
وحازت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر جائزة افضل مخرجة من العالم العربي في هذه الفئة عن شريطها الثاني "لما شفتك" الذي تكلمت فيه بشكل رومنسي عن انطلاق العمل الفدائي العام 1967 مع رغبة العودة التي لا تبارح اللاجئين الفلسطينيين وخصوصا الاطفال.
ومنحت جائزة افضل مخرج من العالم العربي للمصرية هالة لطفي عن شريطها "الخروج للنهار" والذي يعالج تجربة عائلة مع العجز والمرض والحرمان.
وقد حاز الفيلم ايضا جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين.
وفي فئة "آفاق جديدة" منحت جائزة افضل ممثلة للايرانية غولدشيفتي فرحاني عن دورها في شريط الافغاني عتيق رحيمي "حجر الصبر" بينما منح سورين مالنينغ جائزة افضل ممثل عن دوره في الفيلم الدنماركي "اختطاف" الذي حظي مخرجه توبياس ليندولم بتنويه من لجنة التحكيم.
وفي فئة الافلام الوثائقية التي احتلت مكانة مهمة نال فيلم "عالم ليس لنا" للفلسطيني مهدي فليفل جائزة افضل فيلم وثائقي.
ويتناول فليفل في شريطه الذي صوره على مدى عشر سنوات كما قال لفرانس برس الذاكرة الجماعية للمخيم الفلسطيني وعبره ذاكرة فلسطين. ويحفل الشريط بلحظات اليأس والحياة والعنف في مخيم عين الحلوة بجنوب لبنان.
ومنحت لجنة تحكيم النقاد الدوليين جائزتها لهذا الوثائقي وكذلك لجنة تحكيم نيتباك التي تكافىء السينما الاسيوية.
وانتزع شريط "عالم ليس لنا" الجائزة من بين 12 شريطا تسابقت في هذه الفئة على جوائز اللؤلؤة السوداء المالية وكان بينها خمسة اعمال عربية.
من جهته، نال شريط التونسي سامي التليلي "يلعن بو الفوسفاط" الذي يتناول احداث الحوض المنجمي في قصفة وجوارها منذ العام 2008 جائزة افضل فيلم من العالم العربي.
وقال التليلي عند تسلمه الجائزة "عندما انتفض هؤلاء عام 2008 اعتبرهم الجميع مجانين لكننا سنبقى مجانين لاجل ان نحقق الاهداف التي سقط من اجلها الشهداء في تونس".
وفي فئة الوثائقي منحت جائزة افضل مخرج من العالم العربي لشريط اخرجه اثنان: وائل عمر وفيليب ديب عن فيلم "البحث عن الرمال والنفط" من مصر والذي يصور معتمدا على الحاضر كما على الارشيف الاسرة المالكة في مصر قبل اسابيع ستة من ثورة الضباط الاحرار.
اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت لفيلم "قصص نرويها" لسارة بوللي ومنحت جائزة افضل مخرج جديد لشريط "انطون قريب من هنا" للروسي ليوبوف اركوس.
وتراس لجنة تحكيم الوثائقي المخرج التشيلي ذو الاصول الفلسطينية ميغيل ليتين.
وقرر المهرجان هذا العام منح اول جائزة "فخر العمر" للايطالية كلوديا كاردينالي التي تسلمت الجائزة قائلة "انا سعيدة جدا بانني ما زلت اعمل بعد 54 عاما".
والجائزة منحت ايضا للمصرية سوسن بدر التي قالت "منحي الجائزة يعني اني عملت كي استحقها واستلمها بفخر وسعادة ولهذه الجائزة وقع خاص ومكانة وحب في قلبي معناه ان ما عملته استحق عليه فخر العمر وكذلك ما سوف يأتي. شكرا على دعم الفن والثقافة في العالم العربي".
وفي المحصلة، فقد منح مهرجان ابو ظبي السينمائي في دورته السادسة ما يزيد على 20 جائزة في مختلف المسابقات ومعظمها جوائز مالية قيمة.
وكانت هذه الدورة الاولى التي يديرها الاماراتي علي الجابري بعد الاميركي بيتر سكارليت.