تتميّز نسخة العام 2012 من معرض جيتكس بحضور كبير من الشركات الخليجية والدولية، مع الاهتمام المتزايد بقطاع الاتصالات المحلي الذي تُقدّر قيمته بأكثر من 300 مليون دولار أمريكي، والذي استقطب استثمارات بمليارات الدولارات في العام الماضي من مشغلي الاتصالات، سعياً إلى تلبية الطلب المرتفع على خدمات الهواتف الذكية والإنترنت في الإمارات والسعودية. حضور خليجي ودولي في جيتكس 2012
يعود معرض جيتكس بنسخته الثانية والثلاثين في مركز دبي التجاري العالمي بزخم وحضور أكبر مقارنة بالسنوات الماضية من الزوار والعارضين الذين بلغ عددهم 3000 مشارك من 54 بلداً من مشغلي الاتصالات، ومصنعّي الأجهزة، وخبراء أمن المعلومات ومصنعي الأجهزة الإلكترونية والجهات الحكومية الإلكترونية.
ويقول راشد ماجد العبار، نائب رئيس الاتصالات المركزية المنزلية لدى شركة اتصالات: "كانت نسختا عامي 2010 و2011 من جيتكس هادئتين بعض الشيء. لكن نسخة هذا العام تشهد إقبالاً واسعاً ليس من الشركات المحلية فحسب، بل الخليجية أيضاً، لاسيما من السعودية"، مشيراً إلى المنصّة الضخمة المخصّصة لشركة الاتصالات السعودية القائمة إلى جانب منصتي مشغلي الاتصالات المحليين دو واتصالات.
ويضيف: "هذا يدلّ على عودة النمو والاهتمام بالقطاع"، الذي ساهم بنسبة 4.9% بنمو الناتج الإجمالي المحلي في العام الماضي. وما ساهم في إضافة الطابع الخليجي الدولي على نسخة 2012 هي قمة الاتحاد الدولي للاتصالات المنعقدة في إطار المعرض.
والملفت في نسخة هذا العام أيضاً انتشار المنصات الضخمة لشركات آسيوية مثل سامسونغ وهواوي وغيرها، تتطلع إلى نيل حصتها من قطاع الاتصالات الإماراتي النامي، وتسويق تقنياتها ومنتجاتها من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مثل السامسونغ غالاسكي نوت II، وسامسونغ غالاكسي إس 3.
لكن رغم المنافسة المتزايدة في سوق الهواتف الذكية محلياً وإقليمياً، تبقى شركات غربية مثل بلاك بيري مصرّة على الحفاظ على حصتها من السوق، إذا يقول محمد الفالح، مدير منتجات الشرق الأوسط لبلاك بيري إلى AMEinfo.com: "تُعتبر الشرق الأوسط من أهم الأسواق لشركة بلاك بيري، فبحسب إحصائيات شركة جي إف كاي للأبحاث الميدانية، إن نمو أعمال بلاك بيري في الشرق الأوسط خلال العام الممتد بين مايو 2011 ومايو 2012 بلغ 110%. ويُعتبر متجر تطبيقات بلاك بيري الخاص بمنطقة الشرق الأوسط من الأكثر تحميلاً بحسب هيئة تنظيم الاتصالات".
تنافس مشغلي الاتصالات على تقديم سرعات إتصال بالإنترنت تصل إلى 300 ميغابت بالثانية
وفي حين أن مبيعات الشركات الغربية والآسيوية بلغت مرحلة من الجمود في العالم الغربي، توفّر الإمارات والسعودية أسواقاً جديدة مثيرة للاهتمام لهذه الشركات، حيث بلغ عدد المشتركين بباقات الجوال المحلية 11.7 مليون مستخدم، وهو من أعلى نسبة اختراق الجوال في العالم، ونما عدد الاشتراكات بالإنترنت إلى 1.3 مليون، بحسب تقرير "تطورات ومؤشرات قطاع الاتصالات بدولة الإمارات العربية المتحدة للفترة الممتدة بين عامي 2008 و2011.
ومع انتشار استعمال الجوال والإنترنت في الإمارات، تحتدم المنافسة في الإمارات بين شركتي الاتصالات الأساسيتين دو واتصالات على تقديم باقات الجوال وبطاقات النانو سيم كارد للهواتف الذكية مثل الآيفون 5 والسامسونج غالاكسي نوت II.
وعلى منصّة دو، تحدّث AMEinfo.com إلى حاتم بامطرف، النائب التنفيذي لتطوير الشبكة والعمليات في دو، قائلاً: "نحن نرى أن عائدات البيانات على الهاتف المحمول في ارتفاع. فالناس يستخدمون الإنترنت على الهاتف المحمول في أكثر من أي فترة مضت. ونحن نركّز اليوم على خدمات ما بعد ال LTE والجيل الرابع. ونستعرض اليوم على منصّتنا اتصال بالإنترنت تصل سرعته إلى 300 ميغابايت بالثانية مقارنة ب 15 كيلوبت بالثانية قبل بضع سنوات".
كذلك، في الجهة المقابلة من منصة دو، يقول راشد ماجد العبار من شركة منصة اتصالات ل AMEinfo.com: "تقدم الشركة اليوم سرعات تفوق 300 ميغابت بالثانية للمنازل عبر باقات elife المعتمدة على شبكات الألياف البصرية، ما يعني أن المستهلك يمكنه أن يقوم بتنزيل فيديو بحجم 1 غيغابايت في 10 أو 5 دقائق". ومع هذا التنافس، يستفيد المستهلكون من تطوير دائم للشبكات ورفع سرعات الاتصال وطرح باقات مغرية للهواتف الذكية.