مدير الشئون الطبية بمستشفى النيل: الإضراب حق مشروع للطبيب , فى ظل وعود لم تُنفَّذ مع قِلّة الخدمات الصحية "رفع ميزانية وزارة الصحة لمصلحة المريض , فمصر من أقل دول العالم من حيث ميزانية الصحة"
الطبيب: قلة الإمكانيات تؤثر على الخدمة الصحية المقدمة"
حوار: سمر جابر
فى إطار تواصل إضراب الأطباء على مستوى مستشفيات وزارة الصحة والعيادات الخارجية ، كمرحلة أولى للمطالبة بحقوقهم المشروعة من زيادة ميزانية الصحة وإقرار تحقيق كادر الأطباء ، إلى جانب تأمين المستشفيات فى ظل الإعتداءات المتكررة التى مازالت تتعرض لها المستشفيات مما تُعرِّض حياة الطبيب والمريض للخطر .
حيث كان ل "بوابة الفجر" حوار مع محمد صبرى ، مدير إدارة الشئون الطبية بمستشفى النيل بشبرا الخيمة ، كأحد مستشفيات التأمين الصحى الغير مشاركة فى الإضراب لرصد آرائه فى الإضراب ومعرفة كيفية مشاركة التأمين الصحى فى الإضراب ، ومستوى الخدمات الصحية فى المستشفيات ومطالب الطبيب المصرى .
حيث عبَّر "الدكتور صبرى" عن تضامنه الكامل مع مطالب الأطباء ومع إضرابهم للمطالبة بحقوقهم المُهْدَرة فى ظل ضعف راتب الطبيب ، مشيرًا إلى أن الجمعية العمومية لنقابة الأطباء هى التى نظَّمَت الإضراب ومسئولة عنه بداية من الإضراب على مستوى مستشفيات وزارة الصحة والعيادات الخارجية والذى نجح بنسبة كبيرة
ويؤكد صبرى: أن الطبيب أهم ما يشغل باله هو مصلحة المريض ولذلك أهم مطالبنا هى رفع ميزانية الصحة من الموازنة العامة للدولة لتوفير الخدمة للمريض من أجهزة طبية , فمصر أقل دولة فى العالم من حيث الميزانية المخصصة لقطاع الصحة فى حين أنه من أهم القطاعات .
إلى نص الحوار:
كيف ترى إضراب الأطباء ومطالبهم ؟
مطالب الأطباء مشروعة ومن حقهم السعى لتحقيقها فى ظل الوعود التى لم تنفذ ، فالطبيب لا يجد سوى الفُتات ولذلك نطالب بوضع كادر للأطباء وممكن أن يتم تطبيقه على عدة سنوات وليس بشكل عاجل وتفعيل قانون بذلك .
إلى جانب رفع ميزانية وزارة الصحة فى الموازنة العامة للدولة لتغطية الخدمة الصحية المقدمة وتوفيرها للمواطن البسيط الذى لا يقْدِر على الذهاب للمستشفيات خاصة .
فمصر من أقل دول العالم تخصيصًا لميزانية الصحة فهى تمثل 4.8% من الموازنة العامة للدولة فى حين نسعى لأن تصل إلى 18% حتى يتطور القطاع الصحى المصرى وأيضاً لتوفير الأمن داخل المستشفيات من الإعتداءات المتكررة .
كيف تقيم ردود فعل المسؤولين تجاه مطالب الأطباء ؟
المسئولون كثيراًما يُلْقوا الوعود دون تنفيذ أو وضع خطة للتنفيذ ، فنحن كأطباء نحتاج لحل وليس مجرد كلام ووعود وذلك بوضع برنامج تنفيذى وخطة واضحة لتنفيذ قانون الكادر وزيادة ميزانية الصحة وعلى المسئولين توضيح ردود أفعالهم .
ماذا عن تأثير الإضراب على حياة المريض ؟
الطبيب يضع فى إعتباره صحة وحياة المريض وأهم ما يشغل الطبيب هو مصلحة المريض ، فالإضراب يُنَظَّم من النقابة "الجمعية الشرعية الوحيدة" التى تُمثِّل أطباء مصر ، وهو لا يشمل كافة المستشفيات ولا كافة الأقسام ، فأقسام العناية المركزة والحضَّانات والغسيل الكلوى والإستقبال والطوارىء لا تشمل إضرابات لأنها حالات عاجلة تحتاج للعلاج ، فالإضراب لم يؤثر على حياة المريض .
وأن صغار الأطباء من أطباء الإمتياز أكثر حماسًا للحفاظ على سلامة المريض رغم تكرار الإعتداءات على أقسام الإستقبال داخل المستشفيات وتعرُّض الأطباء للأذى .
هل قوات الأمن المتواجدة تحمى المستشفيات من الإعتداءات ؟
بالفعل يوجد أمن ولكنه لا يكفى لحماية المستشفىات والأطباء فى ظل تكرار الإعتداءات والبلطجة المتزايدة والإنفلات الأمنى ، فالأمن يأخذ إجراءات ولكنها ليست على مستوى إنقاذ الموقف ، فلابد من وجود ردع قانونى لكل من يتجاوز ولو يكن هناك ردع "يبقى الإنسان مش خايف ولكنها" .
هل الإعتداءات ترجع لتقصير الأطباء ؟
الأطباء وخاصة الشباب هم أكثر عملاً حيث يظل الطبيب يعمل فى الإستقبال لمدة تزيد عن ال 12 ساعة فى حين تجد إعتداء على المستشفى وعلى سبيل المثال عن الإعتداء الذى حدث لطبيب وتم كسْرَ ذراعيه مؤخرًا ، فلا يوجد تقصير من جانب الأطباء فهم يعملون تحت الضغوط والبلطجة المتزايدة .
متى يشارك أطباء التأمين الصحى فى الإضراب ؟
سوف نشارك فى الإضراب من خلال خطة الجمعية العمومية لنقابة الأطباء ولكنى أتمنى عدم إضرابنا , وعلى الحكومة أن تُحقِّق مطالبنا بأن تضع خطة ثابتة لتنفيذ المطالب كحق مشروع للطبيب .
ماذا عن مستوى الخدمة الصحية فى مستشفيات التأمين الصحى ؟
التأمين الصحى أفضل مؤسسة تُوفِّر الخدمة الصحية للمواطنين فى ظل إرتفاع أسعار الأدوية ورغم قلة الإمكانيات من قلة الأجهزة الطبية المتوافرة ، والأسِرَّة متواجدة ولكنها تحتاج لتطوير ، ولذلك نطالب بزيادة ميزانية الصحة حتى تتوافر الأجهزة الطبية فى المستشفيات .
كيف ترى حل مشكلة الأطباء وقطاع الصحة ؟
قطاع الصحة من أهم القطاعات وعلى الدولة النظر بعين الإعتبار تطويره وذلك بوضع خطة له , وليس بمجرد الكلام فقط ، فالحل يبدأمن القاع بحيث يكون شامل من خلال ترتيب الأوضاع داخل مصر من وزارة الصحة والداخلية من الإهتمام بالقطاع الصحى بتوفير الخدمات داخل المستشفيات من أجهزة طبية وأسِرَّة للمواطن البسيط الذى لا يستطيع الذهاب للمستشفيات الخاصة وكذلك تحقيق مطالب الأطباء .
وهكذا هو القطاع الصحى والأطباء عبارة عن حلقات من سلسلة الأزمات التى تُعانى منها مصر ونحتاج للتفكيرفى حلها برفع الميزانية والإهتمام بالقطاع الصحى حتى تنهض مصر , فهل ينتبه المسئولون إلى ذلك , أم لا ؟