هانى سامى رفضتها بأوامر مبارك ولأنها لم تمجد الضربة الجوية وتكشف الأبطال الحقيقيون
رغم هزيمتنا لها فى حرب اكتوبر عام 1973 ، إلا أن إسرائيل قدمت نحو مائتى فيلم مابين روائى ووثائقى عن كل الحروب التى خاضتها مع الدول العربية حتى حرب اكتوبر التى تجرعت فيها مرارة الهزيمة على أيدينا كمصريين قدمت عنها عشرات الأفلام بينما لم تقدم مصر الدولة الفائزة فى الحرب وصاحبة الريادة السينمائية عن إنتصار اكتوبر سوى عدة أفلام لاتتعدى أصابع اليد الواحدة و يعاد عرضها كل عام فى ذكرى إنتصارات أكتوبر لدرجة أننا حفظنا كلماتها عن ظهر قلب ، والحقيقة أن عجز المصريين تقديم فيلم حقيقى عن اكتوبر ليس بسبب عجز فى الإمكانات أو ضعف فى مستوى المؤلفين والممثلين أو نقص للمعلومات العسكرية ولكن السبب كان قمع النظام السابق لكل محاولة لظهور فيلم يظل للتاريخ عن أكتوبر وذلك من خلال ذبح تلك الافلام بسكين الرقابة ورقصها على جثث تلك الافلام لتدفنها حية قبل أن تشتم رائحة التنفيذ . من أهم الأفلام التى منعها مبارك ونظامه فيلم " حائط البطولات " وهذا الفيلم له قصة غريبة فقد قام بتأليفه العقيد ابراهيم رشاد تحت إشراف الفريق محمد فهمى ومن إنتاج عادل حسنى وقد وافقت الرقابة على تنفيذه وحينما بدأ المخرج محمد راضى فى تنفيذه طالبا عون الشئون المعنوية لمده بالسلاح والمعدات اللازمة إلا إنها رفضت نهائيا وعن سبب الرفض قال منتج الفيلم عادل حسنى: لم نعرف سبب الرفض وقتها ولكننا قلنا يجب تنفيذ هذا العمل بالإمكانيات المتاحة وبالفعل أنجزناه وسار جاهز للعرض ولكن تم رفض عرضه من جهات عليا و حينما قابلت مبارك فى باريس وتحدثت معه بشأن الفيلم فقال لى : لقد قرأته وعليك أن تعرف أن الضربة الجوية هى سبب إنتصاراكتوبر وليس أى سلاح آخر فكان ردى :أن منع الفيلم خسارة كبيرة لى وقد تمت إجازته رقابيا فلو كان ممنوعا فلماذا وافقت عليه الرقابة فقال لى مبارك : بسيطة - نشيل- رئيس الرقابة وبالفعل عزل مدكور ثابت وقتها ليأتى بعلى أبو شادى وقد رفض مبارك الفيلم لأنه يكشف زيف ضربته الجوية وأنها ليست سبب إنتصار أكتوبر ويكشف أيضا عن أبطال اكتوبر الحقيقيون الذين استبعدهم وقهرهم مبارك ليكون هو فقط صاحب الإنجاز ، وعن الموقف النهائى للفيلم قال مخرج الفيلم محمد راضى : لقد عرضنا الفيلم على القوات المسلحة بعد الثورة ووافقوا عليه وسنقوم بتصوير عدة أيام يحتاجها الفيلم الذى مر على تصويره خمسة عشر عاما . " الطريق الى جهنم " هو اسم سيناريوالفيلم الذى رفضته الرقابة قبل سبع سنوات وهو من تأليف اللواء نبيل أبو النجا ويقول الفنان احمد عبد الوارث منتج العمل وأحد المشاركين فيه : الرقابة رفضت الفيلم أكثر من مرتين دون ابداء أى اسباب وحينما أردت الاستفسار طالبت قيادة كبرى باحدى الجهات الرئاسية أن يكون تركيز الفيلم على الضربة الجوية فقط وهو ما رفضته ومعى المؤلف وكان الجزاء رفض الفيلم للمرة الثالثة لأن الفيلم يتحدث عن جميع أسلحة قواتنا المسلحة ويبرز دور كل منها ولكننا تعرضنا لضغوط شديدة لطرح دور الضربة الجوية فقط بل أن أحد القيادات طالب بأن تحمل أغنية التيتر إسم مبارك ولكننا رفضنا أيضا ولكن بعد الثورة قدمنا الفيلم للرقابة للمرة الرابعة ووافقت هذه المرة وفى سبيلنا لتنفيذه من بطولة أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز لأن هذا الجيل يجب أن يصنع عملا عن اكتوبر. " الكتيبة 26 " هو أحد الافلام الهامة التى رفضتها الرقابة وعن تفاصيل الفيلم يقول مؤلفه لطيف لبيب : الفيلم قدمته للرقابة وتم رفضه رغم أنه لا يحمل أى مانع رقابى فهو يتناول قصصة مشتركة بين جنود مصر مسلمين ومسيحيين فى حرب اكتوبر وهى قصص حقيقة كتبتها بعد سماعها من أصحابها وكنت شاهد على بعضها ولكن رفض الفيلم ثلاث مرات ولم أتقدم للرقابة به مرة أخرى بعد ثورة يناير لشعورى أن الرقابة جهازا تابعا لأى نظام يحكم مصر. أما فيلم " الصاعقة " من الأفلام التى رفضتها الرقابة ويقول مؤلف الفيلم الكاتب الكبير بشير الديك : " الصاعقة " فيلم يحكى قصص أحد أبطال هذا السلاح وأسمه الرفاعى وهو أسطورة من أساطير حرب اكتوبر ولكن الرقابة علقت الموافقة على الفيلم بعد عرضه ومناقشته من جانب القوات المسلحة وحدث ذلك ولكنى فوجئت بمسئولين كبار يطالبونى بأن أبدأ فيلمى بالضربة الجوية وأعطيها المساحة الأكبر بالفيلم ولكن لأن الفيلم دراميا ليس له علاقة بالضربة الجوية بل يرصد بخلفية إنسانية العلاقة بين أبطال أكتوبر والأسرى ولأن ما طلبوه منى ضد إرادتى فرفضت ، والحقيقة أنا لا اعرف حتى الآن من كان وراء ذلك الرفض سواء كان مبارك أو من حوله .