ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم /الثلاثاء/ ، أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا تعد إختبارا للمجتمع العراقي الهش وديمقراطيته الوليدة التى حلم بها منذ عقود ماضية ، مما يفاقم حالة التوترات الطائفية ويدفع العراق بقوة نحو إيران ويسلط الضوء على السقطات الأمنية عقب رحيل القوات الأمريكية منها. وأضافت الصحيفة في تقريرأوردته على موقعها الإلكتروني ، أنه خوفا من إتحاد المسلحين في العراق مع المتطرفين بسوريا لشن معركة على جبهتين من أجل الهيمنة السنية ، أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أوامره مؤخرا لقوات حرس الحدود في المنطقة الغربية من البلاد بعرقلة دخول الرجال البالغين حتى إذا كانوا بصحبة أسرهم الى العراق . وأشارت الصحيفة الى أن المسئولين العراقيين يشعرون بقلق أخر يتعلق بحالة القتال الدائرة عبر الحدود ، فقد صعدت الطائرات الحربية التركية هجماتها على مخابئ المسلحين الأكرد في الجبال مما يؤكد عدم قدرة العراق في السيطرة على مجالها الجوي . وأوضحت الصحيفة الامريكية ، أن مسألة تأزم أوضاع الخصوم أو الحرب الأهلية في سوريا ، باتت واضحة أمس الاثنين في الأممالمتحدة ، حيث أعلن المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية والأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي أنه لا يري اي إنفراجة قربية للصراع الدائر في سوريا. وأضافت الصحيفة ، أن إمتداد الحرب السورية أثار إنتباه مسئولين أمريكيين حول حقائق غير مطمئة ، فحواها أن أمن العراق غير جدير بالثقة ، كما أن تحالفها مع حكومة إيران أخذ فى التوطيد . وأوضحت الصحيفة ، أن القيادة العراقية الحالية التى تنتمي للطائفة الشيعية تشعر بالقلق البالغ حيال إنتصار الطائفة السنية في سوريا وهو ما سيدفعها بشكل قوي الى إيران لتشاركها نفس الإهتمامات والمصالح ، خاصة تدعيم الرئيس السورى بشار الأسد ، وأن هناك إشارات تفيد بأن المسلحين السنيين فى العراق يحاولون التنسيق مع المقاتلين السوريين للإطاحة بالرئيس السوري . وأشارت الصحيفة الى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ، حاولت من جانبها تأمين مصالحها في العراق ، حيث طالبت بوقف الرحلات الجوية من إيران التى تستغل المجال الجوي العراقي لنقل الأسلحة والمقاتلين لحكومة الأسد ، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل .