من بين اخبار القتال في سوريا في صفحات صحف الجمعة البريطانية، تقرير مميز في الفاينانشيال تايمز عن الصبغة الدينية للحرب الاهلية الدائرة في سوريا. مستعرضا حالة مقاتل من المعارضة السورية يعالج في لبنان، يوضح التقرير حجم السلفيين بين المقاتلين ضد نظام الرئيس الاسد. ولا تقتصر الصبغة الدينية على مواجهة اغلبية سنية في سوريا لنظام ينتمي للطائفة العلوية، انما بين صفوف المقاتلين ضد النظام اطياف دينية مختلفة. فالى جانب السلفيين هناك الاخوان المسلمون الذين يحاولون السيطرة على المعارضة، حسب تقرير الفاينانشيال تايمز. ومن الجماعات المقاتلة التي تتسم بالتشدد الديني هناك جماعة احرار الشام، التي يربطها النظام السوري بتنظيم القاعدة. ثم هناك ايضا جبهة النصرة التي تبنت مسؤولية عدد من الهجمات الانتحارية، ويتشكك نشطاء المعارضة بشأنها. يضاف الى ذلك لواء التوحيد الذي يضم جهاديين اسلاميين. ويستعرض التقرير اراء بعض الخبراء الغربيين الذين يقولون ان هذه التنظيمات ليست بالضرورة مرتبطة بالقاعدة، وان الاغلب هم الاخوان والسلفيون وهم ليسوا جهاديين. لكن التقرير يشير الى تصاعد القلق الغربي من زيادة اعداد المقاتلين من دول اخرى في صفوف المعارضة السورية، خاصة من العراق ممن ينتمون الى القاعدة. تخصص الفاينانشيال تايمز احدى افتتاحياتها لتأثير الوضع في سوريا على تركيا وكيف انه يشكل اكثر من كابوس للدولة التركية. فمع سيطرة الاكراد على بعض المناطق في سوريا تواجه تركيا احتمال نواة دولة قومية للاكراد من سوريا والعراق، ما يعني تقوية عزيمة 13 مليون كردي في تركيا للمطالبة بالانفصال. وتقول الصحيفة ان ذلك يمثل لتركيا تهديد وجود ويبرز تفكك سوريا علل الدولة التركية ويحد من تأثيرها في المنطقة. واذا كان ليس بمقدور تركيا وقف الانهيار في سوريا فعلى الاقل، حسب الصحيفة، يتعين على انقرة ان تعمل على الحد من النزعات العرقية والطائفية. وفي سياستها الخارجية ترى افتتاحية الفاينانشيال تايمز ان زيادة الشقاق مع ايران ليس في مصلحة تركيا. وتشير الافتتاحية الى دور تركيا في محاولة قيادة معسكر سني في المنطقة ضد ايران الشيعية، وتقول ان مبيعات الاسلحة التركية للنظام في البحرين ليست بعيدة عن ذلك. وتخلص الافتتاحية الى انه مع تململ الطائفة العلوية في تركيا من دعم حكومتها للسنة في سوريا يتعين على اردوغان ان يعلو فوق الخلافات الطائفية والمذهبية والضغط على مقاتلي المعارضة السورية للتوقف عن الهجمات الانتقامية على اساس طائفي. وعن سوريا ايضا تنشر الاندبندنت تقريرا موسعا من مراسل لها من مدينة حلب تحت عنوان: المئات من مقاتلي المعارضة يغادرون حلب بعد ليلتين من القصف العنيف من قوات النظام. تقول الصحيفة إن خروج قوات المعارضة من حي صلاح الدين بدأ بانسحاب عدد من الوحدات التي بدى عليها الإنهاك بعد ليلتين من القصف العنيف والسهر ، خوفا من أن تكون قوات الجيش النظامي قد نجحت في تطويقها. وعند حلول ضحى الأمس غادر المئات من مقاتلي المعارضة حى صلاح الدين، ثم شرع فيما بعد جزء كبير منهم في مغادرة المدينة بأسرها. وتقول الإندبندنت إن مقاتلي المعارضة تخلوا عن خطوط القتال الأمامية الإستراتيجية التي كانوا قد سيطروا عليها ببسالة رغم القصف الشديد الذي تعرضوا له طوال إثني عشر يوما. تنشر الغارديان مقالا في صفحات الراي للصحفيين يوسي ميلمان ودان رافيف عن ضرورة توخي الحذر بشأن الهجوم على ايران. ينطلق الصحفيان من ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو مصمما، ومعه وزير دفاعه ايهود باراك، على توجيه ضربة للمنشات النووية الايرانية قبل الانتخابات الامريكية في نوفمبر/تشرين الثاني. ذلك على عكس راي القادة العسكريين الاسرائيليين الذي يحذرون من مثل هذا الهجوم وتبعاته. ويشرح الصحفيان ما عرف بعقيدة بيغن (نسبة الى رئيس وزراء اسرائيل الاسبق مناحيم بيغن) التي تعني منع أي دولة في المنطقة من امتلاك اسلحة نووية. الا ان المقال يفرق بين ما جرى في 1981 بضرب المفاعل النووي العراقي وفي 2007 بضرب منشأة نووية سورية وبين مهاجمة ايران. فبرأي الصحفيين ان ايران ليست كالعراق او سوريا، فقد استفادت من الدرسين ووزعت منشاتها النووية ووضعتها بعيدا تحت الارض بما يعني ان النصر الخاطف ليس مضمونا باستهدافها. وقد تجد اسرائيل نفسها في حرب مع ايران ومع المسلمين الشيعة في انحاء العالم. كما ان مثل هذا التطور قد يجر الولاياتالمتحدة الى حرب رغما عن ارادتها ما سيكون له انعكاس سلبي على علاقة اسرائيل مع اهم حليف لها في العالم. ورغم تبرير المقال للقلق الاسرائيل من البرنامج النووي الايراني واستعراضهما الفائدة التي عادت على العالم من منع العراق وسوريا نمن تطوير سلاح نووي، الا انهما ينصحان بان يعمل نتنياهو وباراك على حث الاسرة الدولية على لجم الطموح النووي الايراني بدلا من الحرب.