القت الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس الضوء على قضايا الشرق الأوسط مع التركيز على تطورات الوضع في سورية. افردت صحيفة الغارديان جزءا كبيرا من صفحتها الأولى لتقرير مراسلها إيان بلاك من مدينة حمص التي لا تزال محط أنظار التغطيات الإعلامية لما يجري داخل سوريا. اختار الكاتب لتقريره عنوان إذا أرادت سوريا أن تثبت أن حمص آمنة، فقد فشلت . ويشير بلاك إلى أن مقتل مراسل تلفزيوني فرنسي كان بمثابة تذكير بنوعية الأخطار الروتينية التي يتعرض لها عامة الناس في الحرب في سوريا . ويذكر الكاتب بأن جيل جاكي مراسل قناة فرانس 2 التلفزيونية قد قتل هو وثمانية سوريون في انفجار قنبلة هاون بالقرب منهم. ويضيف أن جاكي كان أول صحفي غربي يقتل خلال ما وصفه بأنه أكثر الفصول دموية في الربيع العربي، حيث يواصل الرئيس بشار الأسد حملته الوحشية . ويذكر إيان بإحصائيات الأممالمتحدة التي تحدثت عن سقوط خمسة آلاف قتيل منذ بداية المظاهرات في سورية. ويرى الكاتب أن عمليات القتل قد تصاعدت منذ وصول المراقبين التابعين إلى الجامعة العربية قبل أسبوعين لمراقبة خطة لوقف إراقة الدماء في البلاد. ويضيف أن جاكي كان ضمن احدى المجموعتين اللتين اصطحبهما مرافقين حكوميين إلى مدينة حمص لعرض وجهة نظر النظام في القصة . ويذكر الكاتب بإن هذه الرحلة إلى حمص قد جاءت بعد أشهر من توالي الأحداث في سوريا، لم يسمح خلالها إلا لعدد قليل جدا من الصحفيين الأجانب بالدخول إلى البلاد. ويضيف أن المزيد من تأشيرات الدخول إلى سورية قد منحت للصحفيين مؤخرا، وأن هذا الأمر يعود جزئيا إلى الضغط الذي مارسته بعثة المراقبين العرب التابعين إلى الجامعة العربية. خطبة الأسد ونبقى مع الشأن السوري، ولكن على صفحات الفاينانشيال تايمز التي افردت احد مقالاتها الافتتاحية لهذا الشأن. تقول الصحيفة إن الخطبتين العلنيتين اللتين القاهما الرئيس السوري بشار الاسد الأسبوع الجاري يجب أن يبددا أي شك لا يزال باق بشان نوايا الحاكم السوري . وتضيف الفاينانشيال تايمز باعلانه (الأسد) بأن استراتيجيته الوحيدة هي سحق الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ عشرة اشهر، يكون قد سخر من بعثة الجامعة العربية التي تدعي أنها تراقب امتثاله إلى خطة للسلام . وتقول الصحيفة أن الاسد انفق وقتا طويلا من حديثه الصاخب يوم الثلاثاء الماضي، الذي استمر ساعتين، لتقريع رفاقه العرب . وتشير الفاينانشيال تايمز إلى أن الأسد اتهم بعض العرب بالمشاركة في مؤامرة اجنبية ضد سوريا. وتضيف الصحيفة وفي نفس الوقت، كان بلطجيته (الأسد) يضايقون المراقبين العرب القادمين من دول الخليج، التي اتخذت أكثر المواقف تشددا ضد نظامه . وترى الصحيفة أن تدخل الجامعة العربية الذي كان مثمرا على غير العادة في ليبيا، لم يتكرر في سوريا . وتصف الفاينانشيال سوريا، مقارنة بليبيا، بأنها أكثر أهمية استراتيجية بكثير وأكثر تعقيدا من الناحية الاجتماعية . وتضيف الصحيفة لا شك أن مما ساعد هو أن ليبيا كانت في حالة عداء مع غالبية الدول العربية ، بينما يتمتع الأسد بعلاقات جيدة مع إيران وبعض الدول العربية مثل العراق ولبنان. مقتل روشان وإلى صحيفة الاندبندنت التي نشرت تقريرا عن مقتل العالم النووي الإيراني مصطفى أحمد روشان. تقول الصحيفة إن إيران اعتبرت مقتل روشان، الخبير الكيميائي ومدير منشأة نطانز لتخصيب اليورانيوم، جزءا من حرب سرية تشنها اسرائيل والمخابرات البريطانية والأمريكية داخل إيران . وتشير الصحيفة إلى تصريحات أدلى بها سفارالي باراتلو نائب حاكم طهران إلى وكالة أنباء فارس شبه الرسمية قال فيها إن القنبلة التي أدت إلى اغتيال روشان تشبه تلك القنابل التي استخدمت في السابق لقتل علماء ، وأن هذا العمل من صنع الصهاينة . وتذكر الاندبندنت بأن قنبلة مشابهة أدت في يناير/ كانون الثاني 2010 إلى مقتل مسعود علي محمدي استاذ الفيزياء الكمية. كما تذكر الصحيفة بحادث آخر وقع في وقت لاحق من عام 2010، حيث لقي العالم النووي البارز مجيد شهرياني حتفه بينما كان يقود سيارته في طريقه إلى العمل. وترى الصحيفة أن كون القتلة كانوا يعلمون تحركات القتلى بصورة دقيقة يشير إلى تورط أجهزة مخابرات أجنبية تستخدم إيرانيين ينتمون إلى حركات منشقة .