اهتمت الصحف الغربية الصادرة اليوم الخميس بتداعيات الانتخابات البرلمانية فى مصر وتوقع فوز جماعة الإخوان المسلمين ، كما تناولت اقتحام الإيرانيين للسفارة البريطانية في طهران وأشارت الى العقوبات التي فرضتها تركيا على سوريا كمظهر لانهيار العلاقات بين البلدين اللذين كانا حليفين مقربين قبل شهور قليلة فقط. ومن جانبها ، أكدت صحيفة"الجارديان"البريطانية أن المصريين حققوا أهم أهداف ثورة ينايروهو بناء نظام ديمقراطي حر ،فى ظل هذا الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع.
ونشرت الصحيفة مقالا للدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الإخواني يقول فيه أن الانتخابات المصرية البرلمانية بدأت رغم محاولات الإجهاض المختلفة وعرقلتها ، مشيرا الى ان اهم اهداف الثورة تحقق وهو بناء نظام ديمقراطي حقيقي حر بعد الإطاحة بالديكتاتورية القمعية ،حيث حرص الملايين من الناخبين على المشاركة في اختيار برلمان الثورة.
وأضاف العريان أن المجلس العسكري تعهد بإجراء الانتخابات وحمايتها، وينبغي أن تستمر هذه العملية حتى النهاية ويجب على الجميع قبول النتائج مهما كانت، وبالنسبة لحقوق وصلاحيات البرلمان يجب على المجلس العسكري احترام اختيار الملايين من المصريين الذين شاركوا في الانتخابات لذا يجب عليهم أن يعلن الآن تسليم السلطات التشريعية للبرلمان والحكومة الانتقالية، ويجب أن يقدم أي تشريع جديد للبرلمان للموافقة عليه، كذلك يجب على المجلس أيضا أن يؤكد على أن أي حكومة لا تحظى بثقة البرلمان لن تستمر في منصبها، وأنه سيتم تشكيل وإقرار الحكومة من قبل الأغلبية في البرلمان.
وتابع" من المهم أيضا على الأحزاب السياسية والمرشحين المستقلين تقبل بنتائج الانتخابات، وأي اعتراض على النتائج يجب أن يتم من خلال الآليات الدستورية مع الحفاظ على الهدوء في الدوائر الانتخابية، والشارع المصري، وهذا من شأنه أن يبعث برسالة واضحة إلى أولئك الذين يتربصون بمصر داخليا وخارجيا، مفادها إننا بدأنا مرحلة جديدة في حياتنا السياسية وعلينا الالتزام بقواعد الديمقراطية، وقبول إرادة الشعب، وسوف يكون هناك رابحون وخاسرون، ولكن الفائز الحقيقي والوحيد هو مصر.
من ناحية أخرى أكد انه على الشباب الثوري تحمل مسئولية الثورة الذى بدأه ومازال مستمر فيها ،وأعتبر أن الطريقة السلمية لتسليم السلطة للشعب وعودة القوات المسلحة الى عملها الفعلي من خلال صناديق الاقتراع .
وفى ختام مقاله اكد العريان ان الشعب المصري يريد شرطة جديدة مشبعة بثقافة جديدة قادرة على حماية المواطنين واحترام حقوقهم ،مشيرا الى ان إجراء الانتخابات البرلمانية ليست نهاية الطريق للديمقراطية ,بل ان الطريق سيبدأ من هذة النقطة فاما نكون قادرين على بناء دولة ديمقراطية حديثة او نضيع فى مغبة التاريخ .
وبدورها ، أبرزت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية المشهد السياسي فى مصر على ضوء الانتخابات البرلمانية التى انطلقت المرحلة الأولى منها وإتجاه التيارات الاسلامية للفوز فى هذه المرحلة بحسب المؤشرات الأولية.
وتحت عنوان "مصر..نحو انتصار انتخابى للاسلاميين"، قالت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم الخميس "إن الاخوان المسلمين المحظورين في عهد نظام الرئيس السابق حسني مبارك على أعتاب الفوز بالمرحلة الاولى للانتخابات التشريعية الأولى التى تجرى بعد ثورة 25 يناير فى مصر".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد فوز الاسلاميين فى الانتخابات فى كل من تونس والمغرب مؤخرا يتجه الاسلاميون إلى تحقيق الفوز فى المرحلة الأولى في الانتخابات المصرية التى سيتم الإعلان عن نتائجها الرسمية فى وقت لاحق اليوم.. موضحة أن حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الاخوان المسلمين قد أعلن أن النتائج الأولية تشير إلى تقدمه فى هذه المرحلة.
وعلقت "لو فيجارو" قائلة أن الاخوان المسلمين يمثلون القوة السياسية الأكثر تنظيما وإذا ما تأكدت هذه النتائج وتكررت حين تكتمل مراحل العملية الانتخابية التي تستغرق ستة أسابيع فإن هذا سيعطي أقدم جماعة إسلامية في مصر كتلة قوية في مجلس الشعب القادم.
وتحتل قضية السفارة البريطانية مساحة بارزة في الصحف البريطانية الخميس حيث ترحب الصحف في مجملها برد الفعل البريطاني على الهجوم، وتربطه بالخشية من مشروع إيران النووي واحتمالات امتلاكها السلاح النووي وترفض هذه الصحف تماما تبريرات السلطات الإيرانية بأن المتظاهرين تصرفوا من تلقاء انفسهم دونما إيحاء أو تصريح بقبول تلك السلطات لهذه الخطوة، حتى أن روسيا المدافعة عن طهران في أغلب الأحيان قد نددت بهذا الهجوم.
وترى صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية أن على وزراء الخارجية الأوروبيين الذين سيجتمعون اليوم تحديد أفضل السبل للرد على إيران، إذ سيشكل امتلاك إيران للأسلحة النووية كارثة، وقد يشعل شرارة سباق تسلح يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن التدخل العسكري ليس بأشد جاذبية، وقد لا يؤدي إلى أكثر من مجرد إبطاء المشروع النووي الإيراني، في حين قد يسفر عن حرب إقليمية كبرى.
وتخلص "الفاينانشيال تايمز" إلى أن ذلك يفضي بنا إلى اللجوء إلى الخليط الحالي من العقوبات والدبلوماسية كأفضل الخيارات المتاحة.
وترى صحيفة "الفاينانشيال تايمز" المعنية بالأساس بالأخبار الاقتصادية أنه بالإضافة إلى الأرصدة الإيرانية وحظر الواردات الأوروبية من النفط الإيراني، فإن الحظر على النفط قد يضر بإيران، فأوروبا تأخذ حوالي 30% من الصادرات الإيرانية منه إلا أنه قد يمثل في هذه المرحلة من الضعف الاقتصادي في العالم سلاحا ذا حدين، ولذا يبدو استهداف البنك المركزي خيارا أفضل بالنسبة لها، مشيرة إلى أنه مهما كان القرار الذي يتم اتخاذه فلا بد أن يكون مصحوبا بدعم دولي كاف ليكون فعالا.
الفاينانشيال تايمز تنبه أيضا إلى أن إسرائيل قد تقرر في لحظة ما التعامل مع الموقف بطريقة منفردة إذا ما فشلت الجهود الدولية، وعندها سيكون من الصعب على الغرب تفادي الانزلاق إلى هاوية النزاع الذي سنشب، مختتمة افتتاحيتها بالدعوة إلى تفادي هذا الكابوس كما تصفه بأي ثمن.
اما صحيفة "الجارديان" البريطانية فقد تحدثت عن انقسام الإيرانيين في بريطانيا إزاء هذا التصعيد بين بلدهم الأصلي والآخر الذي يقيمون فيه، وتنشر تحقيقا استطلعت فيه آراء عدد منهم في لندن، من الشاب المعارض الذي يرى في الدبلوماسيين الإيرانيين مرتزقة للنظام والذي جاء خصيصا ليسعد برؤيتهم يغادرون كما يشعر كل إيراني حسب قول الشاب الذي رفض الإفصاح عن اسمه، إلى رضا شيدي صاحب المحل "52 عاما" الذي يتخوف من هذا التصعيد على أوضاع الإيرانيين في بريطانيا ويرى ان الحكومة البريطانية قد بالغت في رد فعلها إزاء ما قام به بضعة صبية "انطلقوا إلى داخل السفارة وأحرقوا العلم الإنجليزي" حسب قوله. انهيار العلاقات وفى الشأن السوري أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى العقوبات التي فرضتها تركيا على سورية كمظهر لانهيار العلاقات بين البلدين اللذين كانا حليفين مقربين قبل شهور قليلة فقط.
وفي مقال تحت عنوان "حبل المشنقة يضيق شيئا فشيئا على عنق الأسد فيما تغلق تركيا حدودها في وجهة تجارة بقيمة 1.6 مليار جنيه استرليني" تقول الصحيفة إن رجب طيب إردوجان الذي كان يوما ما صديقا للأسد قد برز كأشد منتقديه، وطالبه بالرحيل مقارنا بينه وبين شخصيات هي من أشد الشخصيات الممجوجة في التاريخ كهتلر في ألمانيا النازية وموسوليني الفاشية ونيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا.
وحول أثر هذه العقوبات الاقتصادية التركية تنقل "التايمز" عن منشق سوري قوله إن معظم طبقات المجتمع تشعر بالآثار الاقتصادية للنزاع المتصاعد في سورية وبالعزلة المتزايدة لبلادهم دوليا حسب قوله، إلا أنه لا يعتقد أن الإجراءات الأقتصادية ستكون كافية بحد ذاتها للتأثير على الأحداث مع انزلاق البلاد إلى حالة حرب.
التايمز تنشر أيضا تحقيقا عمّا تصفه بحالات الاختطاف المتبادلة في مدينة حمص مما يهدد بانزلاق سورية إلى أتون نزاع عرقي.
وتتهم الصحيفة قوات الأمن الحكومية بالقيام على مدى الشهرين الماضيين باختطاف بنات وشقيقات وقريبات لناشطين سنة في محاولة لإجبار أقاربهم الرجال على تسليم أنفسهم وتقول إن ذلك قوبل باختطاف أقارب لقوات الأمن والعديد منهم من الطائفة العلوية لتي ينحدر منها الرئيس الأسد.
وتشير "التايمز" إلى التركيبة العرقية والطائفية للمجتمع السوري لتخلص إلى أن بقاء النظام يعتمد على مساندة الأقليات له.
ثم تستطرد فتقول إن أعضاء في المعارضة يشعرون بالقلق إزاء التوتر الطائفي المتفاقم وإنهم يحاولون إصلاح العلاقات في حمص حيث قام الأسبوع الماضي عدد من الناشطين البارزين بلقاء عدد من الزعامات الدينية العلوية والسنة في محاولة لوضع حد لحالات الاختطاف.
وحول سوريا أيضا تحذير جديد لرئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بأن عدم قبول دمشق للمبادرة العربية سيؤدي إلى "حل دولي للأزمة" كما قال.
التحذير جاء في مقابلة مع بن جاسم أجرتها صحيفة "الفاينانشيال تايمز" ودعا فيها الغرب إلى عدم الخوف من الحركات الإسلامية بل التعاون معها، لأنها تمثل "الموجة الجديدة" من القوى السياسية في العالم العربي، وستساعد في مكافحة الأيدولوجية المتطرفة حسب قوله.