شبهت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية العلاقات بين بريطانيا وإيران بالمثل القائل "إذا ما تعثرت بحجر في الطريق فلا بد أن إنجليزيا هو الذي وضعه" ، وذلك في إشارة إلى العداء وانعدام الثقة المتأصل اللذين شكلا العلاقة بين بريطانيا وإيران على مدى أكثر من نصف قرن. وأوضحت الصحيفة - في تقرير لها على موقعها الالكتروني اليوم الخميس - أن اقتحام متظاهرين إيرانيين لمباني السفارة البريطانية في طهران وقرار بريطانيا إغلاق السفارة الإيرانية في لندن وإجلاء الدبلوماسيين البريطانيين من طهران قد جاء ليزيد العلاقات السيئة تدهورا.
ورفضت الصحيفة تماما تبريرات السلطات الإيرانية بأن المتظاهرين تصرفوا من تلقاء أنفسهم دونما إيحاء أو تصريح بقبول تلك السلطات لهذه الخطوة، حتى أن روسيا المدافعة عن طهران في أغلب الأحيان قد نددت بهذا الهجوم /حسب قول الصحيفة/. وترى الصحيفة أن على وزراء الخارجية الأوروبيين الذين سيجتمعون اليوم تحديد أفضل السبل للرد على إيران، إذ سيشكل امتلاك إيران للأسلحة النووية كارثة، وقد يشعل شرارة سباق تسلح يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، إلا أن التدخل العسكري ليس بأشد جاذبية، وقد لا يؤدي إلى أكثر من مجرد إبطاء المشروع النووي الإيراني، في حين قد يسفر عن حرب إقليمية كبرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللجوء للخليط الحالي من العقوبات والدبلوماسية يعد أفضل الخيارات المتاحة. وترى الصحيفة - المعنية بالأساس بالأخبار الاقتصادية - أنه بالإضافة إلى الأرصدة الإيرانية وحظر الواردات الأوروبية من النفط الإيراني، فإن الحظر على النفط قد يضر بإيران، فأوروبا تأخذ حوالي 30 % من الصادرات الإيرانية منه إلا أنه قد يمثل في هذه المرحلة من الضعف الاقتصادي في العالم سلاحا ذا حدين، ولذا يبدو استهداف البنك المركزي خيارا أفضل بالنسبة لها، مشيرة إلى أنه مهما كان القرار الذي يتم اتخاذه فلا بد أن يكون مصحوبا بدعم دولي كاف ليكون فعالا.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل قد تقرر في لحظة ما التعامل مع الموقف بطريقة منفردة إذا ما فشلت الجهود الدولية، وعندها سيكون من الصعب على الغرب تفادي الانزلاق إلى هاوية النزاع الذي سيندلع مختتمة افتتاحيتها بالدعوة إلى تفادي هذا الكابوس بأي ثمن.