شهد مقر حزب التجمع بالقاهرة فعاليات صالون "إبداع المرأة المصرية"، في أمسية ثقافية مؤثرة استضافت أصواتًا نسائية شابة وسيدات من قطاع غزة، نقلن للحضور صورة حية وقاسية عن الحصار والمعاناة التي يعشنها تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وقد ألقت الشاعرة هبة الأغا إحدى القصائد التي عكست عمق الألم والمعاناة في غزة، جسدت فيها تحول الإنسان والأرض بعد الحرب، وعنونت قصيدتها ب "حين تنقشع الحرب". فتخيلت الشاعرة في قصيدتها مصيرها بعد انتهاء الحرب، قائلة: "حين تنقشع الحرب لن أبقى مثلما أنا ربما سأتحول إلى خزانة أو سرير ربما سأتحول إلى سجادة، أو جرة غاز أو مكتبة سأتحول إلى حضن كبير." وتطرقت الأغا إلى مشهد الدمار الذي يخلفه العدوان، حيث تُصبح كل شبر من الأرض مقبرة، ويختفي الورد والنخيل، وتتناثر أجساد الأحبة: "حينما تنقشع الحرب لن أجد مقبرة أزورها فكل الطريق مقبرة ولن أجد وردا لأضعه على الرفات الورد مات أيضا. ولا نخيل على القبور، ولا قبور أيضا." واستمرت في وصف الفاجعة، حيث تتعثر الأقدام في أشلاء الضحايا، وتُلتقط العيون المتناثرة، وتُحمل القلوب التائهة فوق الركام: "سأتعثر في رأس هنا، وقدم هناك، سأتعثر في وجه صديق على الأرض، سأعثر في حقيبته على بقايا خبز للصغار. سأرى عيونا كثيرة متناثرة وسأجد قلبا تائها يلهث يستقر القلب على كتفي وأسير به فوق الركام فوق الحجارة التي قُتلنا بها." وفي تساؤل مرير عن نقص الإعداد للحرب وويلاتها، عاتبت الشاعرة المناهج التعليمية التي لم تهيئهم لمثل هذه الظروف القاسية: "لم يخبرنا أحد في دروس التاريخ كيف نستعد للحرب الطويلة لم يعلمنا مدرس التنشئة كيف ننصب خيمة على قارعة الطريق ولم يخبرنا معلم الرياضيات أن الزاوية تتسع لعشرة أشخاص ولم يخبرنا معلم الدين أن الأطفال يموتون أيضا ولكنهم يصعدون على هيئة فراشة أو طير أو نجمة." وعادت الأغا بذاكرتها إلى ما قبل الحرب، متذكرة كراهيتها للطباشير وطابور الصباح، وحبها للوقوف في الصف الأول، لكنها تجد نفسها الآن خارج كل ما تعرفه، تائهة في غلاف غزة، تتساءل عما حدث ويحدث: "كنتُ أكره الطباشير وطابور الصباح لكنني كنت أحب الوقوف في السطر الأول وأحب المشي في السطر الشرقي وأسرح في تخيل المدينة التي تقف على شجرتين كبيرتين لكنني خارج المدن التي أعرفها وخارج الأمكنة وقسرا خرجت من غلاف الزمن إلى غلاف غزة، لأتساءل عما حدث ويحدث." واختتمت الشاعرة قصيدتها بسلسلة من الأسئلة الوجودية المؤلمة، التي تعكس حالة الذهول والضياع، وتُحلق بين البحث عن الوجود والمعنى في ظل الدمار الشامل: "ما اسم شارعنا؟ هل رأى أحد منكم شارعنا، بيتنا؟ هل تعرف الحارات بعضها؟ هل تعرفنا المدينة؟ هل تعرفنا أمي؟ هل يعد البحر الضحايا؟ هل تخرج الشمس لتحمي الجثث الملقاة في الشوارع؟ هل بوسع التجار شراء الجنة؟ هل ستخرج مكان الجثث عمارات ضخمة بأسمائهم؟ هل سنعرف أسماء مجهولي الهوية جميعهم؟ هل ستدرك عماتي حجم الفجيعة؟ هل كان البيت حقا بيتنا؟ هل ينام الجندي ليله؟" الشاعرة هبة الأغا تعد هبة الأغا من أبرز الأديبات المقيمات في مصر بعد أن عايشت أكثر من 200 يوم تحت الحصار في غزة، حيث تعمل في مؤسسة عبد المحسن القطان. تم ترجمة العديد من نصوصها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية ونشرها في مجلات مختلفة وإصدارات أدبية. كما كتبت العديد من اليوميات والنصوص تحت وطأة الإبادة تحت عناوين متنوعة مثل: "مرثية بيت العائلة"، "حين تنقشع الحرب"، "ذاكرة حامضة"، "ماذا تفعل امرأة خائفة من الحرب"، "ثلاثة قصائد في الأمومة"، "مسامير صدئة في القلب"، "شمعة على علبة فاصولياء حمراء"، "تغريبة الحمادين"، و"رسائل إلى هناء". وأطلقت بودكاست بعنوان "ع درج غزة" لتوثيق يوميات النزوح والإبادة، وشاركت في العديد من الفعاليات الثقافية العالمية المناصرة لغزة. صالون "إبداع المرأة المصرية" يهدف صالون "إبداع المرأة المصرية" إلى تسليط الضوء على الإبداعات الأدبية والفنية للمرأة، وتوفير منصة للتعبير عن قضاياها وتجاربها المختلفة. يسعى الصالون إلى دعم المواهب النسائية في شتى المجالات، وإثراء المشهد الثقافي المصري من خلال استضافة شخصيات نسائية ملهمة ومؤثرة، وتشجيع الحوار حول القضايا الاجتماعية والثقافية ذات الصلة بالمرأة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا