أكد سيون أسيدون، المناضل الحقوقي والمثقف المغربي من أصول يهودية، في تصريح صحفية أن "جرين هاوس" للتدريب على صناعة الأفلام الوثائقية، الذي انتهت أشغاله بالعقبة بالأردن مؤخراً ، تعد مؤسسة صهيونية، مبرزاً أن إسرائيل تشغل المال لتمويل الأفلام لمساعدة المخرجين والمبدعين العرب على تحقيق أحلامهم في إنجاز مشاريعهم وترويجها عبر العالم، وذلك من أجل التطبيع . وأوضح أسيدون أن الهدف من هذه التمويلات هو محاولة محو كل ما يعلق في أذهان الناس حول ما جرى وما يجري على أرض الواقع، من طرد للمسلمين من أوطانهم ومن اعتقالات واغتيالات وتصفيات طالت وتطال الشعب الفلسطيني بما فيه الأطفال والنساء والشيوخ، معتبراً أن إسرائيل تعتمد مجموعة من الوسائل من أجل إثبات الوجود.
وأضاف أن المشاركة المغربية من خلال المدرسة العليا للسمعي البصري وبعض المخرجين المغاربة في هذه التظاهرة، يتخذ في ظاهره تكويناً فنياً، لكنه في العمق تطبيع فني مع مؤسسات صهيونية رسمية.
وفي رسالة وجهتها الحركة الشعبية الأردنية للمقاطعة، طالبت هذه الأخيرة بإعادة النظر في مشاركة الشباب العربي في جلسات Greenhouse للافلام الوثائقية، وذلك بسبب وجود مخرجين إسرائيليين في نفس الجلسات، مضيفة أن الذي يتحكم في منظلقها ليس الوقوف في وجه هذا الشباب أو رفضها انفتاحه وتفاعله مع العالم، بل لأن المشروع "تطبيعي بامتياز" وهو كغيره من المشاريع التطبيعية ممول بسخاء ليكسر شوكة المقاطعة العربية للكيان الصهيوني خصوصاً في المجال الثقافي.
وأضافت الرسالة "ففي الوقت الذي يقتل فيه أهلنا كل يوم في فلسطين ويتعرض لبنان الى تهديدات وهجمات مستمرة بعد 22 سنة من الاحتلال, وفي الوقت الذي يقف المشروع الصهيوني في وجه كافة حركات التحرر العربية. تسعى Greenhouse بتمويلها الصهيوني الى جمع الشباب العربي مع شباب صهيوني في جلسات ثقافية".
وأكدت أن Greenhouse تقيم نشاطات تطبيعية، وأنه لا يكفي حسب نفس المصدر، أن يشارك فيها مخرجون اسرائيليون، بل هي أيضاً ممولة من الصندوق الجديد لدعم السينما والتلفزيون الصهيوني، ولهذا السبب فقد رفض الأردنيون والأردنيات المشاركة فيه.
تجدر الإشارة إلى أن 15 مشروعاً و22 مخرجاً من الجزائر ومصر والأردن وإسرائيل ولبنان وفلسطين والمغرب وتونس شاركت في برنامج مشروع جرين هاوس لعام 2012، ويعد الصندوق الإسرائيلي الجديد للسينما والتلفزيون The New Fund for Cinema and Television الشريك المؤسس لغرين هاوس.