يكمل فيسك لنا اليوم مشاهد أخرى من الواقع السوري حيث أورد ما صرح به وزير الإعلام السوري عمران الزعبي بأن "الحقيقة لن تكون ضحية الحرب الأهلية في سوريا". وتعليقاً على ذلك، يروي فيسك أنه عندما اقتحم المسلحون السوريون دمشق الشهر الماضي، ظهر رجل غاضب في منتصف العمر على التلفزيون الوطني السوري يوجه رسالة شديدة اللهجة لمن أسماهم "بالأعداء السوريين" ثم صاح هذا الرجل بصوت عالٍ قائلاً بأنهم "يطلقون على هذه المعركة "الأخيرة"". فكان رد المشاهدون السوريون الذين لم يعتادوا الرد مباشرة على هذا النوع من كلام النظام "نعم، نوافقك الرأي بأنها الأخيرة ولكنكم سوف تخسرون".
كان الرئيس السوري قد عين عمران الزعبي وزيراً للإعلام لتحويل التلفزيون الوطني السوري إلى مصدر موثوق للمعلومات بمعنى أنك إذا أردت أن تشاهد القوات السورية تقاتل في طريقها إلى شوارع العاصمة؟ فكل ما عليك فعله هو أن تشاهد التلفزيون السوري لتشهد أيضاً مدى تضحية الجيش الحكومي وهم يرقدون في شوارع حلب الضيقة جراء الجروح الخطيرة التي أصيبوا بها. كان الزعبي قد أخبر فيسك في المبنى الذي يشير إليه فيسك بسخرية "بمعبد الحقيقة" أنه "أحد المؤمنين بالحرية والانفتاح" وأضاف بأنه "لا يمكن إخفاء شئ الآن" و"ليس هناك مبرر لإخفاء أي شئ" مشيراً إلى أن كل ما يعرض على الشاشة الآن هو الوقائع الحقيقية التي تقع في الشارع.
مضيفاً بأن كل الناس لديهم حرية الاختيار بين القنوات وهم يريدون أن يكونوا أحد هذه الخيارات على حد قوله فضلاً عن أنهم لا يدعون أحد إلى عدم مشاهدة قناة الجزيرة التي يحمل لها ازدراء كبير بزعم أنها لا تقول الحقيقة ولكنه يريد الناس أن يقرروا بأنفسهم. وقد ذكر الوزير أيضاً بأنه وجه دعوة مفتوحة إلى المعارضة السورية للظهور على الشاشة السورية كما أعلن الزعبي أن أسوأ شئ سيكون على التلفزيون السوري هو أن يكذب لأنهم على حد قوله "لا يرغبون في أن يكون هناك إعلام كاذب" معرباً بأن الفرق بينهم وبين القنوات الأجنبية هو أنهم "يقولون الحقيقة" ولكن الآخرين يسوقون أكاذيبهم بطريقة قذرة وساذجة.