أرض الفيروز هكذا أطلق عليها منذ فجر التاريح إنها سيناء تلك الرقعة الغالية من أرض مصر الذى ضحينا من أجلها بمئات الالاف من شهداءنا، سيناء التى من على جبلها كلم الله كليمه موسى ومنذ ذلك الحين يدعى اليهود إن لها الحق فيها سيناء التى لا تفصلها عن فلسطين سوى بعض الكيلو مترات وفلسطين هى أم المعارك.
وسيناء هى أرض المعادن وأرض الثروات التى حابنا الله بها في سيناء التى يوجد بها "المنجنيز, والذهب, والفيروز, والرخام, والجرانيت, والرمال البيضاء, والفوسفات, والنحاس", فى مناطق المغارة وجبل الحلال وغيرها.
ومازالت كنوز سيناء ضائعة حيث إنها لم تستغل حتي الآن علي الوجه الأكمل, كما أنها تواجه العديد من التحديات منها وجود5 محميات طبيعية تمنع إستغلال الخامات الطبيعية الموجودة بالمناطق الجبلية وإستحواذ هيئة التنمية السياحية والزراعية علي مساحات كبيرة من الأراضي داخل كردون المحافظة, بالإضافة إلي وجود خامات في مناطق تحتاج لمزيد من الدراسات.فسيناء التى يوجد بها بها تلك المناجم والمعادن إضافة إلى المناطق السياحية لم تقم بها أى مشروعات تذكر حتى الان إلا مشروع توشكى وترعة السلام.
وترعة السلام هى أول مشروع تنموى فى سيناء كان أول من فكر فيه هو الرئيس الراحل انور السادات والترعة تمتد غرب قناة السويس عند الكيلو 219 علي فرع دمياط أمام سد وهويس دمياط – تمتد الترعة جنوب شرق في إتجاه بحيرة المنزلة ثم جنوبا حتي تتلقي مياه مصرف السرو – ثم تتجه شرقا فجنوبا علي حواف بحيرة المنزلة حتي تتلقي مياه مصرف حادوس – ثم تتجه شرقا حتي قناة السويس عند الكيلو 27.800 جنوب بورسعيد – ثم تعبر أسفل قناة السويس عن طريق السحارة وكان أخر عهد ترعة السلام بالدولة حينما إفتتح مبارك النفق الثالث فيها عام 1996 وبعد ذلك بقى الامر كما هو ومن المفترض ان تلك الترعة كانت هى الشريان الذى يمد المشروع الاخر وهو توشكى لنصل إلى تنمية حقيقة بسيناء.
لم يأخذ مشروع توشكى الاهتمام القومى الكافى على الرغم من إعلان مبارك أكثر من مرة إن ذلك هو مشروع النهضة القادم وحاول أن يصوره البعض انه السد العالى الجديد.
ويتلخص مشروع توشكى فى زرع الالاف الأفدنة فى سيناء فى منطقة تسمى مقبض توشكى ومن واجبها زراعة 540 فدان لزيادة الرقعة الزراعية الى مصر وهو ما يجعلنا بعد ذلك مصدرين للوطن العربى ولم يتم من هذا المشروع الا الاشياء القليلة جدا ولم نسمع عنه الا حينما تفاقمت الازمة بين الدولة والوليد إبن طلال الذى إمتلك مائة فدان تنازل بعد ذلك عن 75 فدان للدولة وابقى على 25 فدان ليس اكثر بعد أن ظهرت بنود تبطل العقد.
وقفت تنمية سيناء عند هذا الحد ولكن كان هناك سببا أقوى لوقف تلك التنمية تمثل هذا السبب فى الدولة نفسها أستاذ "مسعد ابو الفجر" ممثل قبائل سيناء قال إن أهم ما عرقل مسيرة تنمية سيناء منذ أن وقعت إتفاقيتها وتم تحريرها هو تعامل الدولة الذى تعاملت مع سيناء على انها ملف أمنى ليس أكثر فنجد إنه من يتولى المحافظة لابد أن يكون لواء إضافة إلى حالة العزلة التى لاقتها سيناء من عدم دخول الكليات العسكرية وعدم تولى أى مسئوليات ، كل تلك الاجراءات جعلت هناك فجوة بين الدولة وسيناء.
وأما عن توشكى وترعة السلام فيرى "أبو الفجر" إنه لم تكن أكثر من إجراءات لإثبات أن سيناء تحت النظر وأن القيادة السياسية ترعاها حتى لا يظن الدولة المعادية إنها بعيدة عن أى إنها شكليات لا تدل على الواقع لإن الواقع أثبت إن تلك المشروعات حبرا على ورق وبمجرد إن جاء أحد ليشترى الارض إشتراها بكل سهولة.
وأكد "أبو الفجر" أنه من أجل تنمية سيناء لايوجد إلا طريق واحد وهو إقامة دولة ديمقراطية فى القاهرة تعرف معنى المساواة وحقوق المصريين بعيد عن أى تمييز أما أى حديث قبل هذا فهو لا يعد كونه مجرد كلام مشيرا إلى إن سيناء الان دخلت فى فيضان عنف ولن يوقفه إلا الدولة الديمقراطية المدنية التى تقوم فى القاهرة مشيرا إلى إنه حتى الإجراءات التى إتخذت بعد الثورة من السماح لنا بالكليات العسكرية وما إلى ذلك لم تكن أكثر من مجرد هوامش ليس أكثر والمهم الان هو الدولة الديمقراطية القائمة أساسها على العدل والمساواة والحرية.