تصاعدت حدة الإحتجاجات فى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية بسبب إنقطاع التيار الكهربائى لساعات طويلة وربما لأيام عن العديد من قرى ومدن و أحياء مصر .
وتزامنت مشكلة إنقطاع الكهرباء و صيام شهر رمضان مع إرتفاع درجات الحرارة لدرجة لاتحتمل، ليقع أبناء مصر فريسة لسخونة الجو، بعد أن حرموا من إستخدام أجهزة التكييف والمراوح أو حتى الثلاجات، ليشربوا الماء الساخن فى لهيب الحر.
وفى كثير من الأحيان يتسبب إنقطاع الكهرباء فى إنقطاع الماء، لأن محطات المياه تعمل بالكهرباء، ليعانى المواطنين الأمرّين بدون مياه أو كهرباء، كما أن أغلب المخابز فى القرى و الاحياء قد تعطلت لإنقطاع الكهرباء المستمر، لتتحول حياة المواطن المصرى إلى جحيم .
ومن رحم المعاناة تصاعدت حدة الإحتجاجات وتكررت الوقفات الإحتجاجية للمواطنين وحصارهم لمقر شركات الكهرباء، و أدى الأمر إلى قطع الطرق الحيوية فى بعض المحافظات و تحل المشكلة بوعود من المسئولين و لكن تحل المشكلة مؤقتا ثم تعود .
و فى خطوة تصعيدية أخرى قام مجموعة من الشباب بتأسيس"جروب" خاص على شبكة التواصل الإجتماعى "فيسبوك" و الذى يهدف إلى مقاطعة فواتير الكهرباء بسبب إنقطاع الكهرباء المستمر، فكان رد شركة الكهرباء هو التهديد بفصل التيار عمن سيمتنع عن سداد الفاتورة .
ويعترف المهندس "حافظ أبوالفتح" بشركة جنوبالقاهرة للكهرباء بالمشكلة ويؤكد على أن تخفيف الأحمال في الخطوط 220 والطقس شديد الحرارة و الذى جعل معظم الأسر تتجه إلى أجهزة التكييف بما يمثله ذلك من ضغط وزيادة للأحمال وصل إلى 12 % هذا الصيف وهو ضعف المعدل الطبيعى لزيادة الأحمال فى فصل الصيف ولكن نعمل حاليا على رفع كفاءة الشبكات حتى تتسوعب هذا الحمل الزائد، و أن هناك جهود لإننشاء محطات جديدة حتى يتم حل المشكلة نهائيا فى القريب العاجل.
هذا وقد أكد الدكتور "على عبد الرحمن" محافظ الجيزة أن مشكلة إنقطاع الكهرباء مشكلة عامة على مستوى الجمهورية، وأنه أصدر تعليماته لرئيس شركة المياه للإتجاه إلى تشغيل محطات المياه بالديزل فى أوقات إنقطاع التيار الكهربائى لضمان عدم إنقطاع المياه حتى لا تزيد معاناة المواطنين و أن وزير الكهرباء الجديد قد وعد بحل جذرى لمشكلة إنقطاع الكهرباء و لكن لا بد من أن يقوم المواطنين أنفسهم بترشيد إستخدام الكهرباء حتى يتم خف الضغط على شبكات الكهرباء .
ووسط هذه الثورة والإحتقان، يؤكد "أحمد مراد عامل" -موظف- من البدرشين، أن أزمة الكهرباء زادت كثيراً عن الحد ولم تعد تحتمل، فهى تؤثر على محطات المياه وتؤدى لإنقطاع المياه وتعطيل المخابز، كما أن أهالى القرى وسكان المناطق البعيدة عن المدينة يقومون بشراء السلع الغذائية التى تكفيهم لعدة أيام من المدينة ويقومون بحفظها فى الثلاجات لتفادى مشقة الخروج يومياً للمدينة إلا أنهم الآن لا يستطيعون فعل ذلك.
بينما يؤكد "يوسف الخطيب" صاحب ثلاجة للحوم المجمدة أن إنقطاع التيار الكهربائى المتكرر الذى يستمر لعدة ساعات يمثل خطورة كبيرة على السلع الغذائية واللحوم التى تباع فى السوبر ماركت والثلاجات، لأن أغلب هذه المحال ليس لديها مولدات كهربائية كبديل فى حالة إنقطاع الكهرباء كما أن هذه المولدات فى حالة وجودها لايمكن أن تحل محل التيار الكهربائى لمدة طويلة والنتيجة تلف هذه السلع الغذائية داخل الثلاجات مما يضر كثيراً بصحة المستهلك .
أما "نجلاء صبحى" ربة منزل فتقول: إنقطاع الكهرباء لساعات طويلة فى هذا الجو الحار والصيام يعتبر تعذيب للمواطنين، فنحن لا نستطيع تشغيل المراوح لتخفيف حدة الحر كما أننا لانستطيع مجرد شرب الماء البارد، وحتى الخبز لا نجده لتعطل المخابز التى تعمل لساعات قليلة خلال اليوم، وإنقطاع الكهرباء لأصحاب المخابز يعتبر فرصة لتسريب الدقيق للسوق السوداء .