يقول الباحثون أن العديد من الأطفال الذين يعانون من التوحد في سن صغيرة لا تظهر عليهم هذه الأعراض عندما يكونوا في سن كبير.
كشفت دراسة نشرت في دورية طب الأطفال أن ثلث الشباب الذين تشخص حالتهم على أنهم مصابون بإضطرابات طيف التوحد لم يتم تشخيصهم في الوقت الذي شمل فيه الأستطلاع والديهم.
لاحظ العلماء في تقاريرهم التي نشرت في دورية طب الأطفال أن دراسات سابقة وجدت أيضاً بعض الأطفال الذين يعانون بالفعل من إضطراب طيف التوحد بنهاية المطاف يفقدون هذا التشخيص ولا يكونوا متوحدين عقلياً.
ومع ذلك، سواء كان هذا بسبب خطأ في التشخيص الأولي أو بسبب حدوث تغيرات فعلية في عقولهم فبالنهاية الأمر مثير للجدل.
قام فريق بقيادة د. أندرو زيمرمان من مستشفى أطفال ماساتشوستس العام بدراسة بيانات أخذت من استطلاع تليفوني ل 92.000 أباء لأطفال تتراوح أعمارهم بين 17 عام والأقل من ذلك في الولاياتالمتحدة من عام 2007 إلى 2008.
وإجمالاً، قال حوالي 1.366 شخص أن التشخيصات التي أجريت على أبنائهم سابقاً أو حالياً تشير إلى إصابتهم بإضطراب طيف التوحد. قام الأطباء بتشخيص 453 طفل من هذه الحالات على أنهم مصابون بإضطراب ولكن آباؤهم يقولون أن لا يعانون من هذا المرض.
وجد الباحثون أطفال يعانون من صعوبات في التعلم أو من تأخر في النمو مازالوا يصنفون على أنهم مصابون بمرض التوحد. والحال نفسه ينطبق على الأطفال الكبار الذين يعانون أيضاً من الصرع والقلق.
ولكن الأطفال أو المراهقين الذين يعانون من مشاكل في السمع في وقت مبكر لا يصنفون ضمن الأطفال المصابون بالتوحد.
لاحظ الباحثون أن التوحد يسير جنباً إلى جنب مع مجموعة متنوعة من الأضطرابات السلوكية والنفسية.
ولاحظوا أن هذا من شأنه أن يسبب تعقيدات أكثر في التشخيصات أو يبطئ أي تحسن في الأطفال الذين تم تشخيصهم بالفعل ومعالجتهم مبكراً.
أختلف الخبراء عما إذا كان من الممكن للأطفال الذين تم تشخيصهم بطريقة صحيحة بإصابتهم بأحد أضطرابات طيف التوحد أن يتعافوا منه أم لا.
يقول البروفيسور جون ماتسون من جامعة ولاية لويزيانا بأنه عندما نقول أن الشخص مصاب بالتوحد، فهو إذن كذلك لأنها حالة ثابتة جداً.
وأضاف أنه حتى لو حدث بعض التحسن في الأعراض يجب على الشخص أخذ هذا العلاج والعمل للحفاظ على هذا التقدم.
قال د. زيمرمان أن الأعتراف بالتوحد مبكراً والبدأ في العلاج يمكن أن يزيد من فرص التحسن الحقيقي الدائم.
كما أنه من غير المعتاد أن ترى شخص يعاني من التوحد الشديد ثم يصبح أفضل حالاً مع مرور السنين.
هناك الكثير من الأطفال الأخذه في التحسن، ولا نعرف ما السبب وراء ذلك، إلا ما نعلم أنه من الممكن أن يحدث تطور في المخ.
نحن نعتقد أن العلاج مبكراً هو شئ أساسي. وأنا متفائل أنها ستسبب الكثير من التحسن للأطفال.