زيارتى كانت للكشف عن رؤية الجماعة لمستقبل الفن والفنان المصرى
■ الأيام القادمة ستفصل بينى وبين من اختلفوا معى على زيارة المرشد
■ استشعرت بأن إصرارهم للقائى لأهداف انتخابية
«الزيارة الأزمة» هذا هو الوصف الذى أطلقه بعض أعضاء مجلس نقابة المهن التمثيلية، للقاء الذى جمع نقيبهم الفنان أشرف عبد الغفور بالدكتور محمد بديع -المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- وهو اللقاء الذى أثار الكثير من الجدل واللغط فى الحقل الفنى كله، ورغم أن عبد الغفور امتنع تماما عن الرد على الهجوم الكاسح الذى تعرض له فى كل وسائل الاعلام، إلا أنه خصنا بتصريحات وصفها بالنهائية فقال: لم تكن هناك أى معرفة شخصية بينى وبين الدكتور بديع قبل هذا اللقاء إطلاقا فأنا أعرفه من خلال الإعلام، والدعوة فى البداية لم تكن مباشرة ولها الكثير، من الخلفيات، حيث تلقيت فى أحد الأيام اتصال هاتفيًا من شخص فاضل اسمه سيد درويش، مسئول عن النشاط الفنى والثقافى لجماعة الإخوان المسلمين، يخبرنى خلاله أنهم سينظمون مسيرة نيلية لصالح المسجد الأقصى، وهى مسيرة عامة تبدأ من أمام معهد ناصر حتى ساقية الصاوي، ثم يعقبها ندوة فى ساقية الصاوى خاصة بالأقصي، إلى هنا يبدو الأمر عاديًا جدا، صحيح أن الإخوان هم الذين نظموا تلك المسيرة، لكن الكثير من التيارات الوطنية شاركت بها لقناعتنا بقضية الأقصي، ووجهوا لنا الدعوة فرحبنا جدا وقمت بالاشراف على المطبوعات التى تمثل مشاركة نقابة المهن التمثيلية وبالفعل بادرنا بالمشاركة، والتى كان قبلها مصادفة اجتماع للجمعية العمومية للنقابة وأعلنت الأمر لمن يحب المشاركة، ولم يعترض أحد وهذه الواقعة كانت الأولى التى حملت اتصالا من جماعة الإخوان المسلمين لنقابتنا عن طريقى كرئيس للنقابة.. أما الاتصال الثانى منهم كان فى صباح أحد الأيام من شخص قال إنه المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان المسلمين والمرشد العام، ويبلغنى بشكر المرشد على المشاركة والحديث عن مشاكل الفن مع التيار الإسلامي، وإجاباتى العاقلة عن كل الأسئلة التى طرحت بهذا الصدد، وكذلك تصريحاتى التى نشرتها الصحف وانتهت المكالمة بإبلاغ مسئول الإعلام بالجماعة، بارسال الشكر للمرشد العام وانتهى الأمر بعد ذلك وبعد عدة أيام تلقيت اتصالا ثالثا من سيد درويش، وآخر لا أعرف حيثيته بالجماعة، يبلغنى برغبتهم فى ترتيب موعديجمعنا فى جلسة ودية، وبعد الكثير من التفاصيل اتفقنا على موعد بنادى النقابة بالجيزة، وتصادف أن حدث اجتماع مفاجئ للمجلس الاستشارى الذى اتشرف بعضويته والمجلس العسكرى وكان هاتفى غير متاح، فذهب أعضاء الجماعة للنادى ووجدوا بعض أعضاء مجلس النقابة، تحديدا الفنان سامى مغاورى وكيل النقابة، والفنان محمد أبو داود عضو المجلس، والتقط عضو الجماعة سيد درويش ومن معه الصور معهم، وأنا تأخرت جدا ولم نلتق واتفقنا على تأجيل الموعد لوقت آخر، لكنى فوجئت أنه فى مساء ذاك اليوم بأنتشار صور عضو الجماعة مع أعضاء المجلس على موقع الإخوان.. بعد ذلك تلقيت العديد من الاتصالات من جهات عديدة من مصر وخارج مصر تسأل عن ذلك الاجتماع وبالطبع كنت أنفى وأوضح الموقف وأن الأمر لا يتعدى بعض الصور مع فنانين، لكن يبدو أن الأمر لم يكن مقنعًا لأجهزة الاعلام التى هاجت وماجت رغم أنى نفيت الأمر تماما.
وعن ترتيب لقائه مع المرشد العام قال عبدالغفور: بعد هذه الهوجة الإعلامية بشأن الاجتماع بين الإخوان وأعضاء النقابة تلقيت اتصالا من أسامة عبد اللطيف الصحفى بأخبار النجوم، يستفسر مثل غيره وأثناء المكالمة طرح على فكرة لقاء المرشد العام للإخوان المسلمين بترتيب منه، فأبديت الموافقة فورا لأن اللقاء لم يكن رسميا.. ما يعنى أنه لن يحمل أى اتفاقيات أو توقيع على معاهدات حتى يجتمع المجلس أو يشارك بالرأى لأنها ليست مهمة رسمية - كما قلت -ولم يرد فى ذهنى - وتلك حقيقة - أن يأخذ الموضوع هذا الحجم ويثير كل ذلك الجدل فأنا ذهبت لجس النبض واستشراف رأى الجماعة فى الفن، وإذا كان هناك أناس معارضين لتلك الزيارة فإن هناك أضعاف أضعافهم باركوا هذه الزيارة، وعن كيفية ذلك وصدق ما يقول فى ظل إصدار مجلس النقابة الذى يرأسه بيانا يستنكر ويرفض تلك الزيارة، ويصفها بالشخصية، ويعلن أن النقابة لا تقبل وصاية من الإخوان أو غيرهم قال عبدالغفور: وأنا أتساءل ما هذه الوصاية التى جاءت فى لقائى بالمرشد؟ إنه لقاء تعارف ولم يحدث أى وصاية وما جعل الأمر يتحول للتفكير فى الإخوان بهذه الطريقة إن البعض القليل كما قلت أشعل الدنيا بتصريحات ملتهبة.
عبد الغفور تطرق لذكر تفاصيل اللقاء مع الدكتور محمد بديع فقال: اللقاء كان مدته ساعة واحدة وقد بادرت المرشد بسؤال مهم وقلت له: منذ سنوات حينما كان رأس المال العربى والخليجى تحديدا يتحكم فى الدراما التليفزيونية وهذا جعل أصحاب رأس المال يفرضون وصايتهم ويملون شروطهم مثلا بألا يجمع مشهد ممثل وممثلة يقوما بدور أزواج فى حجرة النوم، وألا يظهر رجل مع إمرأة منفردين لضرورة وجود محرم وشروط من هذا القبيل فهل سيعيد الإخوان هذا العهد فقال لى المرشد: إطلاقا لن نعود لتلك النقطة لأننا لا نفكر بهذا الشكل نحن جماعة تحمل تفكيرًا راقياً جدا، والذين يفكروا بالشكل الذى ذكرته لا يعرفوا المعنى الحقيقى للإسلام وأضاف عبدالغفور: وحينما أعلنت للمرشد عن وجود مخاوف من جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر رد المرشد قائلا: هؤلاء جماعة لا تفقه شيئًا عن الإسلام وعلى الجميع ألا يصدقوا أى تصريحات إعلامية إلا الصادرة عنى أو عن نوابى الأربعة حيث إن هناك الكثير من التصريحات الملفقة تنشر على لسانى، ويضيف عبد الغفور: إن مرشد الإخوان ظل طوال اجتماعى به يستشهد بأيات من القرآن وأحاديث نبوية وأقوال عن التابعين كلها تعلى شأن الفن كما قال لى د. بديع إن الجماعة لن تحجر أو تصادر على حرية أى إبداع أو مبدع ولن تكون هناك أى رقابة من الجماعة «فكل واحد يعمل اللى هو عايزه» ولن نفرض شيئًا على أحد ولن نقمع أو نقهر فكر ولكن الجماعة أيضا ستقدم نوعية من الفن من وجهة نظرنا، وعلى المتلقى أن يختار، وهذا هو الإطار العام للقائى مع المرشد الاخوان المسلمين والذى أهدانى فى نهاية اللقاء كتابًا لسيد قطب يحمل اسم « التصوير الفنى فى القرآن» وقال لى اقرأ وجهة نظرنا فى الفن وقد زاد اطمئنانى لأننى بعد لقاء بالمرشد تحولت إلى شاهد عيان على كلام صدر من أكبر رأس فى الجماعة أستطيع المواجهة بها وقت اللزوم فى حال تغير قناعاته عن الفن.