يتجه رئيس وزراء تيمور الشرقية المنتهية ولايته شانانا غوسماو، الرئيس السابق وبطل الاستقلال، نحو الفوز بولاية جديدة، بحسب ما اظهرت الاحد النتائج الاولية للانتخابات التشريعية التي جرت السبت. وبحسب النتائج الكاملة، ولكن غير الرسمية، لفرز الاصوات فان المؤتمر الوطني لاعادة اعمار تيمور بزعامة رئيس الوزراء فاز ب36,6% من الاصوات ما يؤهله للحصول على 31 مقعدا، اي ينقصه نائبان فقط لضمان الاغلبية المطلقة (33 من اصل 65 مقعدا). واوضحت اللجنة الانتخابية ان اكبر حزب معارض، الجبهة الثورية لتيمور الشرقية المستقلة (فريتيلين يسار) فازت بحسب النتائج التي ستعلن رسميا خلال الايام المقبلة، ب29,87% ما يعني انها ستحصل على 24 مقعدا. وبالتالي من المحتمل جدا ان يتولى رئيس الوزراء ولاية جديدة لا سيما ان الحزب الديمقراطي العضو في الائتلاف الحكومي الحالي فاز ب10,31% من الاصوات اي ثمانية مقاعد. واعلن نائب رئيس الحزب الديموقراطي لوردس بيسى ان المفاوضات الرامية الى تشكيل تحالف جديد مع المؤتمر الوطني لاعادة الاعمار قد بدات. وقال ان "المفاوضات انطلقت مساء امس (السبت) واظن ان الحزب الديموقراطي سيدعم شانانا". واوضح المسؤول ان المفاوضات لن تأخذ سوى "بضعة ايام" مما يوحي بان البلاد لن تشهد مرحلة توتر كتلك التي استمرت شهرا كاملا بعد انتخابات 2007 التي لم تفض الى اغلبية مطلقة. وفاز فريتيلين حينها ب21 مقعدا بينما فاز المؤتمر الوطني لاعادة اعمار تيمور الشرقية ب18 مقعدا، لكن المؤتمر حرم فريتيلين من الحكم بتحالفه مع ثلاثة احزاب صغيرة لتشكيل الحكومة بعد شهر من مفاوضات شاقة هددت بعودة الاضطرابات الى هذا البلد الصغير الذي عانى لعقود من النزاعات. واعلنت الاممالمتحدة التي تنشر قواتها هناك منذ 1999 انها ستسحب جنودها البالغ عديدهم 1300 قبل نهاية السنة اذا لم تحصل اعمال عنف خلال هذه الانتخابات وبعدها. وقد انتهت الانتخابات الرئاسية في اذار/مارس ونيسان/ابريل بتعيين المقاوم تور ماتان رواك رئيسا للبلاد بدون اضطرابات. واذا تاكد فوزه فسيتعين على غوسماو ان يثبت ان هذا البلد الصغير في جنوب شرق آسيا قادر على ضمان مستقبله بنفسه. ويعيش نصف سكان تميور الشرقية البالغ عددهم 1,1 مليون تحت عتبة الفقر ونحو 20% منهم عاطلون عن العمل، غير ان اكتشاف حقول نفط اثار الامل في حصول تنمية، لكن هذه الامال يجب تجسيدها كما تدل على ذلك مدن الصفيح حيث يلهو الاطفال عراة وسط الخنازير. واقر الرئيس تاور متان رواك عندما ادلى بصوته السبت بان "اكبر خطر هو الفقر". وقد قضى غوسماو، الذي يشبه الثوريين الكوبيين بلحية بيضاء وبشرة سمراء، نصف حياته تقريبا بين السجون والادغال لمقاومة القوات الاندونيسية التي اجتاحت هذا البلد الصغير سنة 1975 بعد انسحاب قوة الاستعمار البرتغالية. وقتل 183 الف تيموري، اي اكثر من ربع السكان حينها، في ذلك النزاع. وعاد شانانا واسمه الحقيقي "كاي رالا غوسماو" الى البلاد في صورة بطل مقاومة المستعمر المحتل الاندونيسي سنة 1999. واعرب عن امله في العودة الى حياة هادئة لكنه اضطر الى الترشح الى الرئاسة وانتخب اول رئيس لتيمور الشرقية في نيسان/ابريل 2002، قبل قليل من اعلان الاستقلال رسميا. ووعد غوسماو (66 سنة) ببرنامج واسع لاعادة اعمار البنى التحتية التي يفتقر اليها البلد كثيرا.