في ضغط شعبي جديد على نظام بشار الأسد، شهدت العاصمة السورية دمشق وحلب والمناطق المحيطة استجابةً واسعةً لدعوات الإضراب الذي أطلق عليه "إضراب العاصمتين"، احتجاجًا على قمع المتظاهرين. وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن معظم أسواق دمشق شهدت السبت إضرابًا عامًّا للمحلات التجارية استجابة لدعوات وجهتها قوى الثورة بالإضراب العام يومي السبت والأحد "نصرة للريف الدمشقي" وباقي المدن السورية التي تتعرض لقصف متواصل من قبل قوات الأسد, وفقًا للعربية نت. وأوضحت الهيئة أن الإضراب شمل مناطق دمشق القديمة وأحياءها، وأسواق مدحت باشا، والحريقة، والبزورية، وسوق الكهرباء، والحلبوني، وشارع خالد بن الوليد، والشاغور، والميدان، وكفرسوسة، وبرزة، وقبر عاتكة، والسويقة، والموازيني، ونهر عيشة، ودف الشوك، والعسالي، والقدم، وجوبر، والقزاز. وردًّا على ذلك، توافدت عناصر الأمن وانتشرت بالسلاح الكامل في معظم الأحياء المضربة، وأجبرت المحلات على فتح أبوابها تحت تهديد السلاح وفق الهيئة العامة التي أكدت توزيع بلاغات استدعاء لأكثر من 25 تاجرًا في سوق الكهرباء لمراجعة الأمن نتيجة مشاركتهم في الإضراب. وقال شهود عيان في العاصمة السورية: "إن نسبة المشاركة في الإضراب بلغت 100% في أحياء العاصمة، فيما تجاوزت نسبته 90% في الأسواق الرئيسة إلى حدود الساعة الرابعة من مساء السبت". وأضافوا في روايات متقاربة أن قوات الأمن أقدمت على تكسير بعض المحال التجارية وإقفال بعضها الآخر، كما استُدعي بعض التجار للتحقيق في أقسام الشرطة. وانضمت معظم مدن الريف الدمشقي لإضراب العاصمة، حيث عم الإضراب مدن قدسيا وببيلا ويلدا وبيت سحم والسيدة زينب والكسوة والتل والذيابية وعربين وسقبا وحرستا والمقيلية والمليحة وقارة. وفي المقابل، قامت قوات الأمن والشبيحة بالانتشار الكثيف في بعض هذه المناطق وتكسير أقفال المحال التجارية لفك الإضراب في وقت سجلت به بعض الاعتقالات. من جهتها، استجابت أحياء وأسواق حلب التي تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية لسوريا بدورها لدعوات الإضراب. ونشر نشطاء سوريون مواد مصورة تظهر إغلاقًا عامًّا للمحال التجارية في أحياء حلب الرئيسة، سيما في مساكن هنانو التي لقيت استجابة لدعوات الإضراب تجاوزت 75% ، كما شمل الإضراب محال منطقة الشيخ فارس والهلك والحيدرية. وكان ناشطون ومعارضون وزعوا أمس منشورات في الأسواق وعلى أبواب المحال التجارية تحث التجار على عدم فتح محالهم التجارية للمشاركة في الإضراب. من جهة أخرى, نفَّذت ميليشيات الأسد محاولةً ليل السبت - الأحد لاقتحام مدينتي الرستن والقصير الخارجتين عن سيطرة النظام في محافظة حمص، وذلك تحت تغطية من القصف العنيف الذي ترافق مع اشتباكات ضارية بينها وبين المجموعات المقاتلة المعارضة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه المحاولة أتت غداة يوم دامٍ في سوريا قُتل فيه 77 شخصًا في أعمال عنف في مناطق مختلفة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن وفق وكالة فرانس برس: "اشتباكات عنيفة وقعت قرابة الساعة الثالثة من فجر السبت في محيط القصير بين الميليشيات النظامية والمجموعات الثائرة، ترافقت مع قصف عنيف على القصير والقرى المجاورة ومحاولة اقتحام". وكان المرصد قد كشف بعد التاسعة من مساء السبت خلال بيان أصدره عن تعرض مدينة الرستن في ريف حمص لقصف من الميليشيات النظامية السورية التي حاولت اقتحام المدينة واشتبكت مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة أجبروها على التراجع. وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان صباح اليوم بتجدد القصف بالدبابات والمدفعية على مدينة القصير بشكل عشوائي، وقالت: "انفجارات تهز أحياء المدينة كافة بالتزامن مع استمرار القصف العشوائي وإطلاق النار". وتعتبر الرستن والقصير من أبرز معاقل الجيش السوري الحر في محافظة حمص، وقد خرجتا عن سيطرة النظام منذ أشهر. وقتل في اشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة في سوريا السبت 77 شخصًا هم 39 مدنيًّا و25 عنصرًا من الميليشيات النظامية و13 مقاتلاً معارضًا.