من حين إلى آخر أحب أن أذكر قرائى بأن اسم عمودى هو عنوان مقال رائع وكاشف للأستاذ أحمد بهاء الدين. ولكننى لا أكرر هذه المعلومة الآن من باب إعطاء الحق لأصحابه أو حتى الاعتراف بفضل الأستاذ بهاء على وعلى جيلى. الآن أريد أن أطلب الجميع إلى إعادة قراءة مقال لا ياشيخ الحقيقى للأستاذ بهاء.
ففى هذا المقال الصادق القوى الواضح والعنيف كثير من الحقائق عن علاقة بعض الشيوخ بالمرأة. وفى هذه الأيام السوداء تنتهك حرية وكرامة فتيات ونساء مصر فى الشوارع. ويتم سحل بعضهن باسم الدين. وتحت غطاء أو بالأحرى جنون فرحة بعض المتشددين بفوز الرئيس مرسى بالرئاسة.
يعود المقال إلى أكثر من نصف قرن. فى ذلك الوقت كان المجتمع المصرى يتشكل مرة أخرى بعد ثورة يوليو. وكان الأستاذ بهاء يتناول من حين لآخر وضع المرأة بعد الثورة، وانفتاح حياة جديدة للنساء. حياة تقوم على المساواة وحرية الحب والعمل واختيار الشريك.
وفى أحد هذه المقالات كتب الأستاذ بهاء عن أن حق العمل سيعطى للمرأة المساواة والحرية مثلها مثل الرجل. فرد الشيح أبوزهرة على المقال بالهجوم الجارح وكال الاتهامات بالكفر والدعوة للانحلال للأستاذ بهاء.
وفى هذا المناخ كتب الأستاذ بهاء مقالته الأعنف (لا ياشيخ). وحلل فيها نظرة أو بالأحرى علاقة بعض الشيوخ بالمرأة. وأنهم لا ينظرون للمرأة كإنسانة بل كعورة لأنهم فى الحقيقة لا يرون فيها سوى جسد للمتعة. ومازلت أتذكر جملة فى المقال يقول فيها بهاء إن التاريخ عند هؤلاء الشيوخ هو رجال يحرسون نساء من مطاردة رجال آخرين.
وقال بهاء إن الشيخ أبوزهرة فهم أن الدعوة لحرية المرأة مثل الرجل بأنها الانحلال ودعوة لأن تفعل المرأة ما تشاء.
ووصل إلى تحليل أن ذلك لا يعنى إلا شيئًا واحدًا. فالشيخ يفهم حرية الرجل على أنها حرية أن يفعل ما يشاء، وأن (يخبص) الرجل كما يشاء. ويقول الأستاذ بهاء إنه يفهم المساواة فى الحرية بين الرجل والمرأة على أنها حرية مسئولة وأن الرجل والمرأة على حد سواء مطالبان بنفس الأخلاق وذات الحقوق.
وأنا أكتب عن المقالة من الذاكرة ولكن قراءتها شىء آخر، ممتع ومفيد وكاشف لما تتعرض له بعض النساء والفتيات الآن.
فحين تتحول نظرة البعض للمرأة إلى مجرد جسد ومنحنيات ومرتفعات تصبح المرأة غنيمة ولقمة سائغة مباحة للرجال، وتصبح مهمة الرجال حمايتها وإغلاق الأبواب عليها صونا من رجال آخرين. والحقيقة التى لا تغيب على أحد أن مايحدث الآن هو محاولة لإخفاء المرأة الجسد سواء وراء حجاب أو جلباب أو عباءة، والأفضل بالطبع سجنها وراء الأبواب.
ورغم هذه المآسى فإن ما يحدث من انتهاكات للمرأة فرصة ذهبية. فرصة ذهبية للرئيس مرسى ليثبت كل ماقاله من وعود عن إيمانه بالمواطنة وحماية الحريات الشخصية والعامة.
فالرئيس مطالب بحكم منصبه أن يوقف هذه المهزلة وأن يحول وعوده الانتخابية إلى حقائق على الأرض.
وحتى يتحرك الرئيس فأنصح كل فتاة يقول لها متشدد (احتشمى) أن ترد عليه وهى مرفوعة الرأس (اتلم).