لا اجد ما اكتبه اليك هذا الاسبوع ، لقد مر علينا أوقات كثيرة ، جمعتنى بك فوق هذه المساحة ، كنا نختلف ونتفق ، نتشاجر ونتسامر ، ولكن فى النهاية كنا نضمن وقتها أن علاقتنا ستكون مستمرة ، مهما اختلفنا ، ولكن هذه المرة ربما تكون المرة الأخيرة ، التى أكتب اليك فيها ، فالله وحده يعلم أي طريق سنسير فيه خلال الأسبوع الجديد ، وبعد انتهاء الانتخابات الرئاسية ، فانا على يقين تام بأن جماعة الاخوان المسلمين ورجلها الاستبن محمد مرسى ،إذا فاز بمنصب رئيس الجمهورية ، لن يسمح لنا بالصدور ، وسيقوم بالتخلص من كل الصحف والأقلام والمؤسسات التى عارضته وحاولت فضح مخطط الجماعة وفسادها وسيطرتها على مصر تحت عباءة الدين ، فنحن أمام جماعة دينية فاشية ، لا تقتنع بالرأى الأخر ، وتنظر لمن يعارضها ، بأن إيمانه منقوص ، أو فاسق يجب التخلص منه فى أقرب فرصة ، ونحن تربينا على المعارضة ، وعدم الولاء للحاكم ، لنبقى مسماراً فى ظهره، يؤلمه إذا ما قرر الأنحراف والتجاوز ، وهذا لن يرضى الاخوان ولا مرشحهم بأى حال من الأحوال إذا ما جلسوا على كرسى الحكم ، لأنهم وقتها لن يتركوه الا ببحور من الدماء أرجوا الله أن يحفظ هذه البلد منها ، نحن أمام أختبار حقيقى ، سيشكل مستقبلنا ، إما بإستمرار ثورتنا وتحقيق الحلم بالعيش والحرية والعدالة الأجتماعية ، أو الخضوع لدولة المرشد، بكل ما تحمله من فاشية ومستقبل ظالم يحيق بنا من كل اتجاه ، ورغم أننى كنت واحدا من أصوات عديدة طالبتك بالذهاب الى صندوقك الأنتخابى ، لإبطال صوتك ، ومازلت مصمم على هذا التصرف ، ليعلم من يجلس على الكرسى، أن هناك فئة من المصريين لا تقبل بأى من الخازوقين ليحكمهم ، إلا اننى على يقين بأن هناك الكثيرون ،الذين لم يقبلوا الفكرة ، ويصرون على الاختيار من بين الخازوقين ، لأنهم يأملون بأن تنصلح أحوال البلد، إذا ما اصبح لها رئيساً منتخباً ، وهو ما يجعلنى اوجه حديثى لهؤلاء خلال المساحة المتبقية من المقال ، واقول لهم ، إذا ما كنتم مصرين على الأختيار ، فأتو باحمد شفيق لأسباب عديدة ، أولها أنه مرشح بلا مريدين أو جماعة فاشية تدعمه ، فأتباع احمد شفيق ليسوا مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجله ، فهو بالنسبة لهم مجرد اختيار يمثل الاستقرار ، أما مريدين المرسى وجماعته ، فيملكون شباب كثر على استعداد تام للتضحية بأرواحهم للفوز بدعوة من المرشد وهو يصلى على أجسادهم ، واهمين أنفسهم بأن مرشدهم يضمن لهم الجنة ، متناسين أنه سيمر مثلهم عارياً امام الله منتظراً رحمته ليفصل فى امره كحالنا جميعاً اما بدخول الجنة أو بالاستقرار فى جهنم !، كما أن احمد شفيق من النوعية التى يسهل خلعها عن الكرسى ،إذا ما قام باى تجاوز ضد شعبه، فالرجل يأتى للحكم وهو يعلم أن كثيرين من الشعب غير مقتنعين به، وهو ما سيجعله يبذل اقصى جهده لتغير وجهة نظر الأغلبية فيه ، أما الدكتور محمد مرسى ، فيكفيه إشادة جماعته ومرشده ، ليخلد ألى فراشه وهو مقتنع بانه أرضى الله ورسوله ، فكيف سيستمع لأصواتنا أو حتى ينظر لطلباتنا إذا ما تعارضت مع سياسة جماعته؟ ، بالطبع سنكون بالنسبة له كاضغاث أحلام ، كما أن احمد شفيق ، تم أجراء اختبارات عديدة لمعارضته ، لدرجة تجعلنا نؤمن بأن مليونية واحدة تحت منزل شفيق ، ستجبره على الرحيل خلال 24 ساعة ، أما الدكتور المرسى ، فسيلزم لخلعه إزهاق أرواح مليون شهيد ليفكر بعدها فى الرحيل ، بل ومن الممكن أن يتراجع عنه لأن عدد الشهداء وقتها سيكون غير مقتع بالنسبة له بالتخلى عن كرسى الحكم . شفيق سياتى رئيساً لمصر والبرلمان والمجالس المحلية وقوى الثورة كلها فى مواجهته ، أما مرسى فسياتى للحكم وبرفقته مجلس الشعب والشورى وكل الجماعات والاحزاب الدينية ، وهو ما يجعلنا نصنع حسنى مبارك جديداً ، لا نعرف هل سيرحل بعد ثلاثون عاماً ،أم ستجلس جماعته على كرسى الحكم ليوم الدين؟ ، إذا كنت ممن قرر الأختيار بين شفيق ومرسى ، فأرجوك أن تمنح صوتك لشفيق ، لتنقذنا جميعاً من فاشية الدولة الدينية ورجالها اللذين ينسون الله والدين بمجرد جلوسهم على كرسى الحكم .