تحدثت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية عن الانتخابات الرئاسية في مصر ، حيث أوضحت أن المصريين يقومون اليوم الأحد بالتصويت في اليوم الأخير من جولة الإعادة من الانتخابات التي يتنافس فيها أحمد شفيق ، أحد كبار المسئولين في عهد مبارك ، ومحمد مرسي ، مرشح الإخوان المسلمين ، وذلك في مناخ من المواجهة الحادة بين الجيش الحاكم والحركة الإسلامية القوية. وقد تصاعدت المواجهة مع الإعلان الرسمي أمس السبت عن حل البرلمان من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، في وسط جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية. واتخذ هذا القرار تطبيقًا لحكم المحكمة الدستورية العليا الصادر يوم الخميس بإلغاء انتخاب النواب بسبب وجود خلل قانوني في طريقة الاقتراع في الانتخابات التشريعية.
وكان رد فعل الإخوان المسلمين عنيفًا ، حيث أنهم قد منعوا من المؤسسة التي كانوا يمتلكون فيها ما يقرب من نصف المقاعد ، وانتقدوا "رغبة المجلس العسكري في السيطرة على جميع السلطات". كما استنكر حزب الحرية والعدالة – المنبثق من جماعة الإخوان – حل البرلمان واعتبروه "عدوانًا سافرًا على الثورة". وانتقد العديد من قادة الإخوان "الانقلاب" الدستوري الذي يقوده الجنرالات وطالبوا بأن تتم تسوية قضية حل البرلمان من خلال الاستفتاء.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه بعد ستة عشر شهرًا من سقوط نظام مبارك ، سيواجه الرئيس القادم – الذي وعد الجيش بتسليمه السلطة بحلول نهاية الشهر – موقفًا اقتصادياً مثيرًا للقلق وشكوك سياسية خطيرة. وبالإضافة إلى غياب البرلمان منذ حله ، فليس هناك دستورًا لكي يحل محل الستور المعلق بعد رحيل مبارك.
وعلى الصعيد الأمني ، قام الجيش باعادة حق القيام بإلقاء القبض على المدنيين ، وهو الاجراء الذي استنكرته منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان المدنية. واعتبر العديد من المحللين أن هذا الاجراء وحل البرلمان سيسمحون للجيش بأن يبقى هو "سيد اللعبة" مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن المبارزة السياسية بين أحمد شفيق ومحمد مرسي قد خلقت حالة من الفوضي بين العديد من الناخبين الذين يعترفون بأنه عليهم الاختيار بين "الأقل سوءاً" من بين المرشحين الاثنين أو اللجوء إلى الامتناع عن التصويت.