كشفت مصادر أمنية فى مديرية أمن الإسكندرية، عن رفع وزارة الداخلية الاستعدادات لاستقبال يوم «25 يناير» إلى الدرجة القصوي، فى جميع مرافق الوزارة، وعلى رأسها أقسام الشرطة بالمحافظة، مضيفا أن تعليمات صدرت بمنع وجود المحتجزين فى الأقسام قبلها، وترحيلهم إلى سجون وادى النطرون وبرج العرب، تحسبا لتعرض أقسام ومراكز الشرطة لهجوم جديد على غرار ما حدث فى 28 يناير الماضي. وأشارت المصادر إلى أن الأيام الماضية، شهدت تركيب 122 كاميرا مراقبة فى عدد من الشوارع والميادين الرئيسية بالمحافظة، وأبرزها طريق الكورنيش وساحة مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل، والكنائس ومحطات القطارات، وشارع بورسعيد، وبالقرب من مديرية أمن الإسكندرية فى منطقة سموحة، والمديرية القديمة بصلاح الدين، وشرطة الترحيلات، وأقسام الشرطة والمبانى والمرافق الحكومية، لرصد أى محاولة للهجوم على الأقسام.
وأوضحت المصادر أن الكاميرات ثلاثية الأبعاد، تم ربطها بثلاث غرف عمليات ومراقبة، إحداها تابعة لجهة سيادية، وتقوم بتسجيل الصور على مدى 24 ساعة، بذاكرة تتسع لتخزين أحداث خمسة أيام سابقة، مؤكدا أنه التشغيل التجريبى للكاميرات تم خلال الأيام الماضية.
الجدير بالذكر، أن الناشط عبدالرحمن الجوهرى محامى أسر شهداء ومصابى الثورة فى الإسكندرية، فى قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها عدد من قيادات وضباط مديرية أمن الإسكندرية، طلب أكثر من مرة ضم صور ومقاطع فيديوهات كاميرات المراقبة الموجودة فى المحافظة لملف القضية، لكشف حقيقة إطلاق الشرطة الأعيرة النارية على المتظاهرين، فى يوم 28 يناير الماضي، وهو ما تم تجاهله من جانب وزارة الداخلية حتى الآن.
وكانت المحافظة قد انتهت من تركيب 95% من الكاميرات فى الشوارع والميادين فى عهد المحافظ السابق اللواء عادل لبيب، بتكلفة 100 مليون جنيه فى يونيو 2010، وبدأ عملها فعليا فى يناير الماضي، عقب تفجير كنيسة القديسين، ورصدت غالبية أحداث ثورة 25 يناير، وما شهدته من حرق أقسام ومقار الشرطة وديوان عام محافظة الإسكندرية، وانسحاب الشرطة فى 28 يناير عقب الاشتباك مع المتظاهرين.
وكشفت المصادر الأمنية أنه رغم تدمير وحدة التحكم الرئيسية فى تشغيل كاميرات المراقبة وقتها، والموجودة بديوان عام محافظة الإسكندرية، الذى تعرض للحريق والانهيار، إلا أن إحدى الجهات السيادية تمتلك نسخة كاملة من فيديوهات كاميرات المراقبة، تتضمن كل الأحداث التى شهدتها الإسكندرية خلال أيام الثورة، بسبب وجود وحدة تحكم أخرى لديها.