اهتمت وسائل الإعلام الالمانية بمجريات الأمور على الساحة المصرية فيما يخص قطاع السياحة الذى شهد هذا العام تراجعا بسبب الظروف السياسية وسط قلق مشوب بالحذر من تأثير الانتخابات المصرية التى شهدت تقدم الأحزاب الإسلامية على قطاع السياحة. وأشار موقع صحيفة (الدويتش فيلا) الإلكترونية إلى أنه في سنة 2010 زار مصر أكثر من مليون سائح ألماني، بينما تراجع هذا العدد في سنة 2011، حيث لم يتجاوز عددهم آل 800 ألف سائح.
ونجحت وزارة السياحة المصرية في توقيع عقد مع بورصة برلين قمة بورصات السياحة في العالم لتكون مصر الشريك الرئيسي ضيف الشرف في بورصة برلين لعام 2012 بما يحقق لمصر فوائد كبيرة في تسويق مصر سياحيا في ألمانيا خاصة بعد انحسار الطلب السياحي على مصر بعد ثورة 25 يناير.
وقال رئيس الرابطة الألمانية لوكالات الأسفار، يورجن بوشي إنه يصعب التكهن بمستقبل القطاع السياحي في العام الجاري 2012، إذ سيتوقف ذلك على مدى استقرار الأوضاع السياسية في شمال أفريقيا حيث بات السؤال المطروح، ماذ سيحصل عندما يصل الإسلاميون إلى الحكم؟.
وأضاف أنه النتائج الأولية التي أظهرتها الانتخابات النيابية في مصر تبين أن القوة الصاعدة هي الإخوان المسلمين، متبوعة بالقوى السلفية المتأثرة بالفكر الوهابي. وهنا يطرح السؤال حول ما إذا كانت هذه القوى ستطبق قيما محافظة ومتشددة في المجال السياحي كمنع تداول الخمر أو منع ارتداء البكيني؟. ومن ناحيته استبعد وزير السياحة المصري منير فخري عبد النور- في تصريح للصحيفة - أن يوفر الإسلاميون فرص عمل ل 800 ألف شاب سنويا يعملون بهذا القطاع المهم، وكذلك تحقيق ميزانية متوازية وتقليص العجز التجاري". وبالنظر لهذه العوامل فإنه لا يمكن الاستغناء عن القطاع السياحي الذي يشغل عددا كبيرا من المواطنين المصريين.
أعرب وزير السياحة المصري عن ثقته في أن الاستغلال الجيد للسياحة في مصر سيخول لهذا البلد استقبال نحو 25 مليون سائح سنة 2020. مشيرا إلى أن هناك بعض الدول التى تشكل مثالا في هذا المجال كتركيا وماليزيا، فبالرغم من أن هذه الدول هي دول تحكمها حكومات إسلامية، إلا أن عدد السياح فيها في تصاعد مستمر : فقد استقبلت تركيا سنة 2010 حوالي 29 مليون سائح، في حين استقبلت ماليزيا 24 مليون سائح في نفس السنة.
وأضاف :"يبدو أن الإسلاميين في مصر يدركون هذه الحقائق. فقد صرح مؤخرا ممثلون عن الإخوان المسلمين عدة مرات أن الأمور في القطاع السياحي ستمضي كما كانت عليه وأن لا شيء سيتغير. بل حتى السلفيين أخذوا بعد النجاح الذي حققوه في الانتخابات مسافة من مواقفهم السابقة بشأن منع الاختلاط على الشواطئ المصرية. ويبدو أن الناخبين في مدينة الغردقة السياحية الواقعة على البحر الأحمر صدقوا وعود الإسلاميين، إذ حصل فيها وعلى غرار باقي مدن الجمهورية المصرية مرشحو حزب "الحرية والعدالة" الإسلامي على أغلب الأصوات.