اعلنت حركة طالبان في بيان الثلاثاء "استعدادها" لفتح مكتب سياسي يمثلها خارج افغانستان من اجل المشاركة في مفاوضات سلام في اول خطوة من جانبها في هذا الاتجاه بعد عشر سنوات من النزاع مع حكومة كابول وحليفها الاطلسي. وقد تم التوصل الى اتفاق مبدئي حول هذا الموضوع مع خلال عدة محاورين منهم قطر، كما اعلنت طالبان في هذا البيان الذي نشر على موقع "صوت الجهاد"، وهو احدى القنوات التي يستخدمونها.
وقالت الحركة "رغم وجودنا القوي في الداخل (في افغانستان) فاننا مستعدون لان يكون لنا مكتب في الخارج من اجل (المشاركة في) المفاوضات" والشرط المسبق لذلك هو "اطلاق سراح معتقلي طالبان في قاعدة غوانتانامو" في كوبا.
وبذلك تكون الكرة اصبحت في ملعب واشنطن التي تقود قوة ايساف في افغانستان وتدعو باصرار منذ اكثر من عام الى فتح مفاوضات سلام.
ولم يكشف البيان مكان فتح هذا المكتب. وكانت فكرة فتح مكتب ارتباط لطالبان في بلد محايد لتسهيل اجراء محادثات سلام، طرحت مرات عدة في 2011. وقد اقترحت تركيا او السعودية لاستقباله، ثم قطر.
وحتى الان كانت طالبان رفضت رسميا التفاوض طالما لم يغادر جنود ايساف افغانستان.
وقال مصدر قريب من طالبان ان اتصالات جرت "الخريف الماضي في الدوحة بين دبلوماسيين اميركيين ووفد صغير من طالبان يقوده طيب اغا" السكرتير السابق لزعيم طالبان الملا عمر الذي لا يزال على اتصال معه.
وبعد طرد حركة طالبان من السلطة في نهاية 2001، لم ينجح الغربيون لاحقا في لجم تصاعد انشطتها تدريجيا في قسم كبير من افغانستان مستفيدين من ضعف الحكومة المركزية. ويبدو ان الحلف الاطلسي عاجز عن التغلب على المتمردين بشكل نهائي رغم رفع عديد قواته في 2010 الى 130 الف رجل.
وان تراجع عدد الجنود الغربيين الذين قتلوا في افغانستان في 2011 للمرة الاولى منذ ثماني سنوات، لكنه يبقى مرتفعا مع مقتل اكثر من 560 جنديا من اصل 2847 منذ بدء النزاع.
وتحصد الاعتداءات التي ازدادت وتيرتها وتستخدم فيها الالغام او القنابل اليدوية الصنع، المزيد من الضحايا المدنيين. وبحسب الاممالمتحدة فان اعمال العنف ازدادت في البلاد في 2011 في حين كان العام 2010 الاكثر دموية على المدنيين منذ 2001 مع سقوط 2777 قتيلا.
وكان التحالف الدولي بدأ العام الماضي بسحب اولى قواته القتالية بهدف انجاز الانسحاب الكامل في نهاية 2014. ولاحترام هذا الاستحقاق وتفاديا لاندلاع حرب اهلية بعد انسحابهم، دعا مسؤولون غربيون في العامين الماضيين الى مفاوضات سلام مع طالبان.
وفي منتصف كانون الاول/ديسمبر قال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في حديث لمجلة "نيوزويك" ان "حركة طالبان ليست عدونا" في تصريحات ايدها الرئيس الافغاني حميد كرزاي.
وكان كرزاي الذي رفض بداية فتح مكتب افغاني في الخارج، دعم فكرة الائتلاف.
وبحسب مصدر قريب من طالبان طلب مسؤولون في حركة التمرد مؤخرا من الملا عمر اظهار مرونة بالسماح بفتح مكتب تمثيلي في بلد مسلم غير باكستان. وهم يأملون بذلك في ان تتحرر طالبان من نفوذ هذا البلد الذي لجأ اليه عدد من قادة طالبان.
وبانتظار مفاوضات سلام محتملة لا يزال النزاع الافغاني مستمرا. وكانت عملية انتحارية الثلاثاء استهدفت الشرطة واسفرت عن مقتل خمسة اشخاص بينهم اربعة اطفال واصابة 16 اخرين في قندهار (جنوب) احد معاقل طالبان. واعلنت الشرطة الافغانية ان عملية انتحارية ثانية هزت الثلاثاء مدينة قندهار، ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص، بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، واصابة 12 شخصا آخرين.