تقدم لخطبتي شاب من أسرة كريمة ، لا يصلي ويدخن السجائر ، ووعد قبل الخطبة بأن يداوم على الصلاة ويبدأ في ترك التدخين تدريجياً ، ولكن بعد الخطبة عاد كما كان ؟ هل أترك خطيبي لهذا السبب بالرغم من أنه يتمتع بأخلاق ومن عائلة محترمة ؟ وما هي المعايير الإسلامية لتقييم العريس؟ أجاب على هذا السؤال الشيخ رمضان عبد المعز من علماء الأزهر الشريف خلال برنامج "الدين والحياة" قائلاً : لا يوجد شخص متدين بدون أخلاق ، ومسألة انفصال الدين والأخلاق أمر غير صحيح ، ولذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "من ترضون دينه وخلقه فزوجوه " و"الواو" هنا "واو" المعية بما يعنى أن الدين والخلق متلازمان .
فالالتزام لا يتماشي مع القسوة فى التعامل أو عقوق الوالدين ، وهذا يعنى أن الإسلام دين وخلق ، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن الناس "معادن" المعدن الغالي يظل كذلك حتى لو دفن فى التراب ، وتعرف الناس قيمته حتى وإن وجد على الأرض ، بعكس المعادن الأخرى كالحديد والألمونيوم وغيرها ، تظل رخيصة لا قيمة حتى ولو وضعت في علبة من القطيفة.
وعندما يتقدم شاب للخطبة لا يشترط أن يكون حافظاً للقرآن كله ، فمن الممكن أن يكون لا يعلم إلا سورة الفاتحة والإخلاص فقط ، ولكن يحافظ على الصلوات الخمس ، بار بوالديه ، طيب القلب ، يصل رحمه ، يتقن عمله ، بشوش ، طيب القلب ، أي أنه يحمل أخلاق القرآن وهذا هو المهم ، وهذا الكلام عام لكل الآباء وليس إسقاطاً على حالة معينة.
والعكس صحيح تماماً فإذا تقدم لك شخص آخر يحرص على جميع العبادات وسلوكه لا يتطابق مع ذلك ، يجب إعادة النظر في الأمر من جديد.
بعض الأسر تعتمد في تقييم العريس المتدين بأنه حافظاً للقرآن ، ولكن لا نريد الحفظ بقدر ما نريد العمل ، ولابد لجميع الأهالي أن يحتاطوا لهذا الأمر ، وأهم شئ في اختيار الزوج الصالح هي سلامة القلب الذي أشبهه بماتور السيارة الدائر وهو المهم ، فإذا كان سليماً يمكننا كان سليماً يمكننا إصلاح عيوب باقي السيارة " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
وإذا توسمت فى خطيبك ذلك وينقصه بعض الأشياء من الممكن أن تساعديه ليصل إلى ذلك ، ولا يوجد إنسان كامل بأي حال من الأحوال ، ولكن في حالة فساد القلب والعمل فلا فائدة من الاستمرار.