باسادينا، كاليفورنيا، بينما دقت الأجراس إيذانا ببدأ عام جديد على كوكب الأرض، بدأ عد تنازلي من نوع آخر على سطح القمر.
بعد رحلة دامت ثلاثة أشهر ونصف، حلقت سفينة الفضاء الأمريكية ناسا على القطب الجنوبي للقمر، أطلقت محركها ووهبطت إلي المدار يوم السبت؛ عطلة نهاية الأسبوع في العام الجديد.
انطلقت حالة من التصفيق والهتاف في وحدة مراقبة مختبر الدفع النفاث في ناسا بعد تلقي التأكيدات حول سلامة المسبار وانه يدور حول القمر. وقد شوهد مهندس في دائرة تلفزيونية مغلقة يقاطع محدثي الضوضاء ليبشر ببداية ليلة رأس السنة الجديدة.
"كل شئ يسير على ما يرام" هذا ما قاله رئيس فريق العلماء ماريا زوبر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مقابلة بعد انتهاء مهمتها مع وكالة أسوشيتد برس.
احتسى الفريق بعض الشراب إلا أن فترة الاحتفال كانت وجيزة. وعلى الرغم من هذه المناورة الناجحة، إلا أن العمل لم ينتهي بعد. فلابد من دخول توأمها المدار القمري في ليلة رأس السنة.
ولقد تم أنطلاق مسباري جريل (Grail Probes) وهو اختصار لعبارة استعادة الجاذبية والمختبر الداخلي على نحو مستقل نحو اتجاههم منذ انطلاقه في سبتمبر على متن الصاروخ نفسه في مهمة لقياس الجاذبية القمرية.
وقبل ساعات من مشاهدة المحتفلين لسقوط الكرة، اقترب جريل إيه من القمر وأطلق محركها لحوالي 40 دقيقة ليصل إلى المدار. وتقوم مجنزرة الهوائيات الفضائية في عمق صحراء كاليفورنيا ومدريد رصد كل خطوة لتعود بالتحديثات إلى وحدات التحكم على سطح الأرض.
وقد حضر حوالي 270 من أفراد عائلة وأصدقاء فريق البعثة لمشاهدة البث الحي لهذا الانطلاق.
ويتوقع أن يساعد المسبار جريل الباحثين لمعرفة سبب عدم تناظر القمر وكيفية تشكيله باستخدام خرائط لحقل الجاذبية القمرية المتفاوت عن طريق تعيين الجاذبية القمرية التي من شأنها كشف ما تحت السطح.
وقد حاولت البعثات القمرية السابقة دراسة الجاذبية القمرية مع النتائج المختلطة. وتعتبر جريل هي أول بعثة مكرسة لهذا الهدف.
وكان آخر إطلاق قمري لناسا في عام 2009 حيث قامت بإطلاق زوج من المركبات الفضائية؛ حلقت واحدة منهم فوق سطح القمر، والأخرى التي تحطمت على السطح وكشفت المياه المتجمدة فى واحدة من الفوهات القمرية المظللة دائما.