أثار تأخر الأمطار وتقلب أنماط الطقس في الصومال مخاوف بشأن تفاقم حالة الأمن الغذائي، بينما لم تنفك تتناقص أرصدة المخزونات الغذائية من الحصاد المحصولي الأخير المتواضع وتواصل حركة الأسعار ارتفاعها الحاد، طبقاً لتحذيرات مستجدة أصدرتها اليوم منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO". وأورد نظام "فاو" للإعلام والإنذار المبكر (GIEWS) في قطاعي الأغذية والزراعة أن الأوضاع تتدهور أيضاً بفعل الصراع وعدم كفاية التمويل للإجراءات ذات الأولوية، الهادفة إلى تلبية احتياجات المجتمعات والمناطق الأشد تضرراً في البلاد. وتأتي التحذيرات الأخيرة عقب تقرير سابق مشابه لوحدة تحليل التغذية (FSNAU) لدى منظمة "فاو" حول الحالة في الصومال. ويعرض النظام العالمي للإعلام والإنذار المبكر لدى "فاو" مشهداً مثيراً للقلق، مع تقدم الموسم الهزيل واستمرار التصاعد الأخير في الصراع بالمناطق الجنوبية والوسطى بما لذلك من أثر تخريبي على الأسواق. وقال الخبير لوكا ألينوفي، رئيس مكتب "فاو" في الصومال وممثل المنظمة في كينيا، أن "شعب الصومال لا يسعه الانتظار ليرى كيف سيأتي موسم الحصاد القادم، فهو بحاجة إلى دعم عاجل لتعزيز أمنه الغذائي والحفاظ على موارد رزقه، لا سيما وأن معظم السكان يعتمدون مباشرة على الزراعة". وتلتمس منظمة "فاو" على عجل حالياً، وبالتنسيق مع الشركاء في التكتل الدولي للأمن الغذائي (FSC) الذي يتولى الاستجابة للحالة الإنسانية دولياً، تعبئة 18 مليون دولار أمريكي لتوسعة نطاق التدخلات السريعة (إستجابات الأولوية في غضون 90 يوماً)، بغية الحيلولة دون مزيد من تفاقم أوضاع الأمن الغذائي في الصومال والتخفيف من وطأة الأوضاع. وأدت البداية المتأخرة عام 2014 لموسم "غو" المطير في الصومال (إبريل ويونيو) إلى مضاعفة المخاوف التي استُحست بالفعل نتيجة ضعف حصاد موسم يناير 2013 / 2014، والذي عزي بدوره إلى موسم "دير" هزيل، أو موسم الأمطار القصير الأقل موثوقية الذي يبدأ من اكتوبر وينتهي في ديسمبر. وجاءت المحاصيل أقل بكثير من المتوسط في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، عقب أسابيع من تأخر أو عدم انتظام الأمطار، فضلاً عن الفيضانات حول الأنهار. من جهة ثانية، تمخض انخفاض أرصدة المخزونات إلى جانب التقلبات في الأسواق والتجارة، عن زيادات ثنائية الأرقام في أسعار الجملة من الذرة والذرة الرفيعة في بعض المناطق. وفي الأقاليم الرئيسية المنتجة بالجنوب، بلغت أسعار التجزئة في إبريل زيادات تراوحت بين 60 و80 بالمائة على التوالي، مقارنة بالعام السابق، أيضاً بسبب تقلص عمليات المساعدة الإنسانية. وحتى إن كانت أمطار موسم "غو" قد عادت طبيعية في أوائل شهر مايو ، فلا بد أن يتواصل الاستهطال العادي إلى نهاية يونيو|حزيران للحيلولة دون مزيد من تدهور الأمن الغذائي في الصومال. ومن المتوقع أن تتحسن الظروف قليلاً في شهري أغسطس وسبتمبر حين يوشك الحصاد على مرحلة الاستهلاك، وإن كان من المرجح أن يتراجع نسبياً أي أثر إيجابي نظراً إلى الاحتمالات غير المواتية للموسم الجاري. وعموماً، يقدر عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في الصومال حالياً بنحو 860000 نسمة، بما في ذلك أكثر من 200000 طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية.