حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" اليوم من أزمة غذائية وإنسانية وشيكة بولايتي النيل الأزرق وكردفان الجنوبية، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحيلولة دون تفاقم الأوضاع. وتشير التنبؤات إلى انخفاض شديد في توافر الغذاء بولايتي النيل الأزرق وكردفان الجنوبية إثر تجدد القتال بين القوات الحكومية السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، مما عرقل أنشطة الفصل السنوي الزراعي الرئيسي. ويتزامن القتال مع الموسم الهزيل الذي تهبط فيه مخزونات الغذاء الأسرية إلى أدني مستوياتها، ويحتاج 235 ألف شخص على الأقل في الولايتين مساعدة في الوقت الراهن. وتشكل ولايتا النيل الأزرق وكردفان الجنوبية أحد أكبر مناطق السودان إنتاجا للذرة الرفيعة كمحصول غذائي رئيسي، ويشير تطور القتال مؤخرا مقرونا بتقلب أنماط الأمطار إلى بوار مؤكد لحصاد الشهر المقبل. وبينما فرت أعداد كبيرة من سكان منطقة كردفان الجنوبية في مطلع موسم الزرع مما حال دون غرس بذور المحصول الموسمي، فقد اندلعت عمليات القتال بمنطقة النيل الأزرق في وقت لاحق من الموسم، فيما أجبر السكان على التخلي عن محاصيلهم رغم غرس بذورها في بداية الموسم. وفي تلك الأثناء تعرضت حركة الهجرة الموسمية الاعتيادية للماشية للفوضى فى كلا الولايتين وتركزت قطعان كبيرة في مساحات صغرى على طول المناطق الحدودية، وفي تقدير الخبيرة كريستينا أمارال رئيس عمليات الطوارئ لدى منظمة "الفاو"، فقد تسبَّب ذلك في ازدحام مفرط للقطعان مما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض الحيوانية. وقالت "إن التوترات بين المزارعين ورعاة الماشية البدو على استخدام موارد المياه والأراضي ربما يتفاقم أيضا في ظل الأوضاع الراهنة". ولا يعرف مدى خطورة الوضع حقيقة إلى الآن في النيل الأزرق، وذلك حيث حظرت جميع وكالات الإغاثة الدولية من الولاية، وثمة فريق صغير من الكوادر الوطنية التابعة للمنظمة حاليا في الميدان بمنطقة كردفان الجنوبية، وحتى مع تعرض مكاتبهم للنهب فمازالوا قادرين على توزيع إمدادات البذور والأدوات في صفوف 20 ألف من الأسر الضعيفة اقتصاديا بالمناطق الهادئة نسبيا. وسيكفل هذا الدعم الحيني توفير الغذاء لأكثر الفئات احتياجا، وتسعى "الفاو" جاهدة الآن إلى تغطية احتياجات 20 ألف أسرة أخرى في كردفان الجنوبية، و15 ألف أسرة في النيل الأزرق، وإمدادها بالبذور لزراعة الخضر الشتوية تعويضا عن هدر محصول الذرة الرفيعة هذا العام. وناشدت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تعبئة نحو 5ر3 مليون دولار أمريكي لأكثر عملياتها الضرورية.