أعربت الأممالمتحدة عن قلقها البالغ إزاء تجدُّد القتال في ولاية النيل الأزرق الحدودية في جنوب شرق السودان، حيث تحدّثت تقارير عن نزوح 16 ألف شخص من مدينة كرمك وحدها. وقال جورج شاربنتييه منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة للسودان: إنه يشعر "بقلق عميق إزاء المواجهات الأخيرة في ولاية النيل الأزرق" بين الجيش السوداني والقوات الموالية لحاكم الولاية المنتخب مالك عقار، الذي يتزعم الحركة الشعبية لتحرير السودان- الشمال المقربة من حركة التمرُّد الجنوبية السابقة، حسبما أورد بيان أصدره مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية. وقال البيان: إن زهاء 16 ألف شخص أو ما يُقدَّر بكامل تعداد سكان بلدة كرمك الحدودية فرّوا إلى إثيوبيا المجاورة منذ بدء القتال. وحثّ شاربنتييه الجانبين الأحد على "إنهاء القتال فورًا والسعي لتسوية النزاعات عبر الوسائل السلمية للحيلولة دون سقوط مزيد من القتلى وتمكين النازحين من العودة إلى ديارهم". وقد اندلعت اشتباكات في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق في وقت مبكر الجمعة وسرعان ما انتشرت إلى أجزاء أخرى من الولاية بعد حشد للقوات من جانب الجيش السوداني والحركة الشعبية- شمال. وأعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير مساء الأحد أنّ القوات السودانية "ستحسم أي انفلات أمني أو عسكري" من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان. من جهته قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين: إنّ القتال متواصل في ولاية النيل الأزرق، مشيرًا بحسب ما نقلت عنه وكالة الإنباء السودانية إلى "أنَّ القوات المسلحة تصدّت للمتمردين في معركة كبيرة في جبل دندرو". واندلع القتال الخميس الماضي بين القوات الحكومية السودانية ومتمردين تابعين للحركة الشعبية شمال السودان في ولاية النيل الأزرق المتاخمة لدولة جنوب السودان. وقاتل سكان النيل الأزرق من قبائل الفونج الإفريقية مع جنوب السودان ضد الشمال خلال الحرب الأهلية، على رغم انتمائهم إلى شمال السودان. والحركة الشعبية هي القوة التي قاتلت حكومة الخرطوم المركزية إبان الحرب الأهلية السودانية بين الشمال والجنوب (1983- 2005) وانتهت بتوقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي أفضى إلى أن يصبح جنوب السودان دولةً مستقلةً في التاسع من يوليو 2011. لكن بعض المنتمين لشمال السودان من الذين سبق أن قاتلوا مع الجنوب ضد الشمال أعلنوا بعد انفصال الجنوب أنهم بصدد مواصلة نشاطهم كحزب سياسي في شمال السودان أطلقوا عليه اسم الحركة الشعبية شمال السودان. وتدور مواجهات بين مقاتلين منتمين للحركة الشعبية شمال السودان والقوات الحكومية السودانية في ولاية جنوب كردفان منذ الأسبوع الأول من يونيو 2011، والخميس الماضي اندلعت المواجهات بين القوتين في ولاية النيل الأزرق. وتقع ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق في شمال السودان على الحدود مع دولة الجنوب. وكان الرئيس البشير عزل الجمعة رئيس الحركة الشعبية شمال السودان مالك عقار من منصب والي النيل الأزرق بعد اندلاع القتال في الولاية الخميس الماضي