في هذه اللحظات التاريخية من عُمر البلاد، قررت ألا أكتب عن موضوع واحد بعينه، ولكن سأكتب عن نقاط متعددة، وسأخصص لكل نقطة عنوانا؛ لتتسق كل نقطة بعنوانها، ولتتحد جميعها مع العنوان الرئيسي، فجميع النقاط متحدة في المبدأ، وإن اختلفت في التناول.. بسم الله أولاً: عصبة الشرك الولاياتالمتحدة والإخوان وعملاء الداخل "مثل حركة 6 إبريل، وتحالف دعم الإخوان، والجماعات المتطرفة"، اتفقوا جميعاً علي دمار مصر، وإفشال المصريين، فلا حديث لهم إلا عنا، ولا تخطيط لهم إلا علينا، فماذا نحن بفاعلون؟. إننا ونحن علي أعتاب استكمال المرحلة الثانية من خريطة المستقبل، يجب أن نُدرك ونعي حجم التحديات والمتطلبات، فكل منا مسئول أمام الله والتاريخ. أما التحديات فهي جسيمة، ففي حالة الإخفاق والعياذ بالله سيُفتح الباب السحري علي مصرعيه للمتربصين والطامعين؛ للتدخل في شأننا الداخلي، وستخرج علينا الجرذان المختفية منذ قرابة العام لتستكمل مخططاتها، والرجوع لتصدُر المشهد من جديد بعد أن نجحت إرادة المصريين متحدة مع قواتنا المسلحة في الثلاثين من يونيو في تدمير المخطط اليوروأميريكي، وإعادة ترسيم العلاقات الدولية ليس لمصر وحدها بل للعالم أجمع، ولا يخفي علي أحد الالتباس الحاصل للإدارة اليوروأمريكية؛ جراء التقارب العربي الروسي من جهة، والمد المصري الخليجي من جانب أخرى، وما حدث مؤخراً من استفاقة للأشقاء في ليبيا. أما المتطلبات فهي سهلة وبسيطة، وهي أن نشارك بكثافة في الاستحقاق الرئاسي، فكل مليون صوت تزيد في الصناديق إنما هي في الواقع ملايين من الخطوات الواثقة لتدعيم وترسيخ شرعية ما قمنا به في ثورة الثلاثين من يونيو، وتمهيد لمستقبل جديد تبنيه سواعدنا وترويه حبات العرق وإنكار الذات لنفني في حب مصر، واعلموا أن العالم بأسره راقب وسيراقب عن كثب، كيف خرج الشرفاء من أبناء هذا الوطن في فترات غاية في الصعوبة بعد أن ساد الضباب والظلام مستقبل هذا الوطن؛ ليزرعوا بأيديهم فجراً جديداً وبرعاية من الله. ثانياً: الاختيار من ستختار؟ سؤال علي ألسنة الجميع، فلا يخلوا بيت أو مصلحة او مقهي إلا وتجد هذا السؤال يدور مع أكواب الشاي، بل أني أزعم أنه لا يوجد اثنان يلتقيان إلا وكان هذا السؤال ثالثهما. والإجابة سهلة وبسيطة، فأنا سأختار من يستطيع، فمن ذا الذي يستطيع؟ من يستطيع أن يأخذ قراره بشجاعة لحماية الوطن، ويحَفظ دماء المصريين ويحَمى مصر من الانزلاق لحرب أهلية، ويعيدنا لزمن العزة والكبرياء وفخار الانتصار وحب الوطن والبذل من أجله. من يستطيع أن يوحد الشعب المصرى بكل طوائفه مسلميه ومسيحييه، أزهره وكنائسه، أقصاه وأدناه، ومثقفيه وعلمائه وفلاحيه وعماله، علي كلمة الوطن. من يستطيع إعادة الحياة إلى القومية العربية، والاتجاه ناحية الأشقاء في الخليج العربي لوحدة الصف وتماسكه. من يستطيع أن ينهي المخطط اليوروأميريكي في تقسيم الشرق الاوسط، وتحويله لدويلات تقوم علي التصنيف الديني والعرقي. من يعرف قيم المواطنة، وتربي علي تقديس الواجب واحترام الذات والبكاء من خشية الله. إن استطعت الإجابة علي هذه الأسئلة فستعرف من سيكون موضع ثقتك قبل اختيارك. أما أنا فسأنتخب من ينطبق عليه كل ما ذكرته سابقاً، وبالإضافة إلى ذلك فهو من حَمل الأمانة، فتحمل وصبر، ولم يُفرط في شيء منها، من دعوناه لنُصرتنا فلم يتأخر، من أعاد الأمل إلى القلوب بالحُب والأخلاق، من يملك ابتسامة الواثق بالله وبعظمة بلاده وعبقرية شعبه. ثالثاً: الفارس النبيل شكراً لأنك أعدت إلى مسامعنا أحاديث كنا نظنها قد اندثرت من زمن قديم، فعاد إلينا القائد الشجاع الذي يؤمن بالقيم المُطلقة من العدل والخير والجمال، حدثتنا عن مكارم الأخلاق وشجاعة الفرسان، وكبرياء المُحارب، وصلابة المُؤمن بقضيته ورقة المُحب لوطنه وحمرة الخجل العفيف. شكراً لمن وحد المصريين علي قلب مصر، فأفطر المسلمون علي أجراس الكنائس، وصام المسيحيون نهار رمضان، فكانت الوحدة الوطنية التي طالما حلمنا بها. شكراً لعلوا هامتك فلم تستأثر لذاتك وانت تخاطب الوطن قُبيل صمتك الانتخابي، "وما كنا لنلومك إن كنت فعلتها فهي حق لك"، بل نحيت شخصك جانباً ودعوت الجميع للمشاركة في الانتخابات بغض النظر عن اختياراتهم. من الممكن أن تخسر الانتخابات، ولكنك ستكون قد فزت بحب الشعب مرتين، مرة بأفعالك في ثورة الثلاثين من يونيو، والأخري بخلقك الرفيع فأنت تستحوذ علي القلوب قبل العقول. ونصيحتي لك، هي من القرآن الكريم الذي رٌبيت عليه في رحاب الأزهر، وجوار الحسين {بسم الله الرحمن الرحيم * ومن يتوكل علي الله فهو حسبه* صدق الله العظيم}. رابعاً: مصر كُلما حاولت أن أكتب عنها غلبتني دموعي، وارتعشت يداي وضاعت مني الكلمات، أخاف عليها كما أخاف علي وليدي، أحن إليها حنيني لحضن أمي، وأشتاق لها شوقي لحبيبتي، حُبنا لها تضيق به الضلوع، وتهون أمامه الأرواح، ومهما نبذل من جهد فهو ثمن بسيط لتعود هي أُم الدنيا. عجزت مني الكلمات وصاحبتها دموع الأمل والعشق لذا سأقتبس الكلمات التالية وأهديها لحبيتي وأمي وابنتي.. لمصر إسلمي يا مصر إنني الفدا ذي يدي إن مدت الدنيا يدا أبداً لن تستكيني أبدا إنني أرجوا مع اليوم غدا ومعي قلبي وعزمي للجهاد ولقلبي أنت بعد الدين دين لك يا مصر السلامة وسلاماً يا بلادي إن رمي الدهر سهاما أفتديها بفؤادي