اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن مفاهيم التحول والنمو والدينامية والتقدم والشراكة أصبحت من العناصر المركزية في خطاب الاتحاد الأفريقي، وهو يدخل في النصف الثاني من مئويته الأولى، معربا عن ثقته في أن الاتحاد الأفريقي سيكون قادرا على تحقيق رؤيته المعروفة باسم "الخطة 2063". وقال بان كي مون - في رسالته بمناسبة "يوم أفريقيا" الذي يوافق 25 مايو من كل عام - "إن الزراعة والأمن الغذائي وهما موضوع يوم أفريقيا لهذا العام، ستكون لهما أهمية جوهرية، حيث زاد عدد البلدان التي تستثمر في قطاع الزراعة وتعهد المانحون بزيادة مبالغ التمويل والمساعدة التقنية التي يقدمونها". وأعرب عن قلقه الشديد من ارتفاع مخاطر المجاعة في جنوب السودان، حيث قد يؤدي عدم وقف أعمال القتال وقفا حقيقيا إلى منع الفلاحين من زرع محاصيلهم في موسمها، مشيرا إلي أن مباردة تحدي القضاء على الجوع التي أعلنتها تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على الجوع عن طريق إقامة نظم مستدامة في مجالي الزراعة والأغذية. وأضاف بان كي مون أن من الاحتفال بعام 2014 باعتباره السنة الدولية للزراعة الأسرية، إنما هي تعبئة الدعم لصالح صغار المزارعين ولاسيما النساء منهم لما يقدمونه من مساهمة جليلة في الأمن الغذائي بأفريقيا. ودعا إلي بذل المزيد من الجهود من أجل تحرير كامل إمكانات القطاع الزراعي الأفريقي الذي يوظف إفريقيين اثنين من كل ثلاثة أفارقة، منوها بأنه بفضل تجهيز السلع الأساسية واستخدام سائر وسائل إضافة القيمة يمكن المساعدة على تنمية المناطق الريفية وخلق فرص العمل وتزويد الأشخاص بوسائل التمكين وضمان الأمن الغذائي في الوقت ذاته. وحث بان كي مون قادة أفريقيا وشركاءهم على العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف، لافتا إلي أن الأممالمتحدة ستواصل تسريع جهودها في سبيل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية وضمان مراعاة أولويات أفريقيا الواردة في الموقف الأفريقي الموحد ضمن خطة التنمية لما بعد عام 2015. وناشد قادة أفريقيا أيضا أن يشاركوا في قمة المناخ التي سيدعو إلى عقدها سبتمبر القادم من أجل التحفيز على العمل للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن المناخ، حيث أن أفريقيا من بين أشد المناطق تضررا من آثار تغير المناخ. وقال بان كي مون "ولئن كانت أفريقيا تحقق نموا لافتا للانتباه.. فإن مظاهر التفاوت الاجتماعي والاقتصادي لاتزال تزداد، ولذلك فإن توسيع نطاق المساواة يشكل تحديا مشتركا تواجهه بلدان القارة يمكن أن يسهم في توطيد السلام والاستقرار، فيما يعد منع نشوب النزاعات والتسوية السلمية للخلافات عبر الحوار والوساطة من الأمور الجوهرية لبلوغ هدف إنهاء جميع الحروب في أفريقيا بحلول عام 2020". وأكد أن الأممالمتحدة ستحافظ على متانة شراكتها مع الاتحاد الأفريقي لإحلال السلام وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة الديمقراطية وإعمال حقوق الإنسان من أجل تحقيق مستقبل أكثر سلاما ورخاء واستدامة.