حصل "صدى البلد" علي تفاصيل التحقيقات التي أجريت مع الإعلامية الشهيرة سهير الأتربي داخل قسم شرطة الجيزة حيث اكدت أنها لم تكن تعلم أبدا أنها ستتعرض لحادث نصب بهذه الطريقة المتقنة بعدما قيدها افراد العصابة ونجلها والمحامي بالحبال داخل مكتبه بالجيزة. وكشف الحادث الذي تعرضت له الإعلامية الكبيرة بالجيزة عن عصابة دولية لاستنزاف أموال المصريين وسرقة الملايين بطريقة يصعب اكتشافها . فلم تكن الأتربي هي أولي الضحايا بل سبقها طابور من الأثرياء لم يشكوا لحظة واحدة في السيارات الفارهة التي يستقلها أفراد العصابة ولهجتهم العربية وملابسهم الأنيقة مرتفعة الثمن وهو ما جعلهم يسارعون بدفع تلك الملايين عن طيب خاطر . ولم يشكوا أيضا في الفيلات التي يعرضونها عليهم بمارينا بالساحل الشمالي وكان الضحايا يوافقون ومن بينهم الإعلامية الشهيرة خاصة عندما أكدوا لها أن الفيلا التي سوف تشتريها ثمنها الأصلي ستة ملايين جنيه وأنهم سوف يبيعونها لها بثلاثة ملايين فقط وهو ماجعلها توافق علي الفور ، إلا أنها لم تكن تعلم أنها ستقع ضحية لعصابة دولية قامت بابتزازها وحصلت علي ثلاثة ملايين جنيه منها واعتدت عليها وعلي ابنها الشاب بالضرب وكبلوهما بالحبال داخل مكتب المحامي. وبدأت الاتربى فى سرد القصة بأنها تمتلك فيلا بمارينا وأنها كانت ترغب في شراء فيلا أخري فأخبرت محاميها بذلك ، ومضي ثلاثة أيام وأحضر لها ثلاثة أشخاص بشقتها بجاردن سيتي وأخبروها بأنهم يملكون فيلا بنموذج الجوهرة بمارينا وأنهم علي استعداد لبيعها لها مقابل ثلاثة ملايين جنيه فوافقت لأن المبلغ كان مغريا كما أنها لم تشك في الأشخاص الذين حضروا اليها فهم من الأثرياء العرب وأمثالهم يمتلكون عشرات الفيلات بمارينا. كما أنها علي ثقة بمحاميها ولم تطلب منهم الذهاب إلي مارينا لمعاينة الفيلا لأنها تعرف المكان جيدا فلا داع لمعاينتها فاتفقت معهم علي الحضور بعد يومين لاستلام المبلغ واحضار أوراق الفيلا بمكتب المحامي القريب من الشهر العقاري بشارع مراد لإتمام عملية البيع . وبالفعل وفي الوقت المحدد حضر الأشخاص الثلاثة وكان معهم 5 آخرين عليهم علامات الارتباك ثم فوجئت بهم يشهرون الأسلحة في وجوههم ويقومون بتكبيل نجلها بالحبال وتكبيلها والمحامي فظلوا يصرخون وهم في حالة هيستيرية ، إلا أن الجناة هددوهم بالتخلص منهم إذا استمروا في الاستغاثة ثم استولوا علي الحقيبتين اللتين كان يوجد بداخلهما الملايين الثلاثة وفروا هاربين. وظلوا لأكثر من ساعة حتى استطاعوا فك الحبال فاستجمعت قواها وظلت تبحث عن هاتفها المحمول ، إلا أن اللصوص لم يتركوه لها فسارعت باستخدام هاتف المحامي وأجرت اتصالا بمكتب اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لتبلغه بما حدث وما هي إلا دقائق ليحضر اللواءان كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية والعميد جمعة توفيق رئيس قطاع غرب الجيزة لتدلي لهم بما حدث . وكانت المفاجأة كما أكدت ومحاميها أنهم لم يعرفوا هؤلاء الأشخاص قبل ذلك ولم يشاهدوا الفيلا ، وهو ما أدي إلي صعوبات بالغة واجهها فريق المباحث الجنائية في التوصل إلي المتهمين ، إلى أن استطاع اللواء عبد الموجود لطفي نائب مدير أمن الجيزة أن يمسك بأحد الخيوط المهمة للوصول إلي أفراد تلك العصابة عن طريق السمسار الذي أرشد عن هؤلاء المتهمين علي أنهم يمتلكون الفيلا . وعلي الفور توجهت قوات من مباحث الجيزة بالاشتراك مع قطاع الأمن العام بإشراف اللواء أحمد جمال الدين مساعد الوزير للأمن العام ومساعده اللواء سيد شفيق إلي محافظة الأسكندرية وألقت القبض علي السمسار. و تبين أنه أبن عم محافظ احدي المحافظات الكبرى بالوجه القبلي ، ولكن المفاجأة أنه قرر أنه لا يعرفهم معرفة جيدة وإنما عن طريق سمسار آخر، فقامت أجهزة الأمن بالقبض علي ذلك السمسار ليؤكد الاثنان بأن معرفتهم بالجناة تتمثل في أنهم يقومون بشراء أشياء وبيع فيلات بنصف ثمنها نتيجة الركود في الأسواق العقارية ولكن لم يعلموا أنهم لصوص ، وقد تم احالتهما إلي النيابة والتي قررت حبسهما وكذلك حبس المحامي . وعلي الرغم من أن المحامي لم يكن شريكا في عملية النصب ولكن بسبب أنه لم يتحقق من شخصية المتهمين الذين تبين أنهم لصوص وليسوا بائعين خاصة وأنه لم ير العقد ولم يحصل علي بطاقاتهم للتأكد من حسن نواياهم ، ولكن علي الرغم من حبس هؤلاء مازال المتهمين الأصليين طلقاء ومن الممكن أن يكون وقع تحت أيديهم ضحايا آخرون بنفس الطريقة . إلا أن تحريات أجهزة الأمن بالجيزة توصلت إلي أن المتهمين الثمانية يقودهم فلسطينيين وأردني ، وأنهما كانا وراء العديد من عمليات النصب بتلك الطريقة التي توقع بالضحية بسبب دفعه نصف الثمن ، وقد توصلت مباحث الجيزة إلي تحديد شخصيتهما . وتبين أنهما يقيمان بصحبة باقي أفراد العصابة بمحافظة الإسكندرية ومن المتوقع سقوطهم خلال ساعات ، بعد أن اظهرت التحريات أنهم تنقلوا بين العديد من الشقق السكنية حتى يصعب ضبطهم ، وقد قامت أجهزة الأمن بإخطار المطارات لوضعهم علي قوائم الممنوعين من السفر.