"الإيكونوميست": رئيس الوزراء الياباني محق في إبعاد بلاده عن النزعة السلمية

قالت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية إن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي محق في إبعاد بلاده عن النزعة السلمية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، السبت، ذلك بالقول إنه "في ضوء زيارات آبي غير الحكيمة لأضرحة مجرمي حرب يابانيين من بين زيارات أخرى، من غير المفاجئ أن تنظر الدول المجاورة لليابان إلى خطط آبي التي تهدف إلى تغيير نزعة اليابان السلمية طويلة الأمد بعين الريبة والشك، ومع ذلك، أثبتت مقترحات آبي هذا الأسبوع بشأن دفاع اليابان عن حلفائها لأول مرة أن البلاد تتحرك في المسار الصحيح".
وأضافت أنه "طالما تتسم هذه المقترحات بالدبلوماسية النشطة، لذا ينبغي عليهم أن تجعل المنطقة أكثر أمنا وليس أقل".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "منذ هزيمة اليابان عام 1945، باتت نموذجا عالميا يساهم في السلام والرفاهية في شرق آسيا، ويرجع الفضل في ذلك إلى الدستور السلمي ما بعد الحرب والذي كتبه محتلو اليابان الأمريكيون، حيث تنبذ اليابان استخدام الحرب في تهدئة النزاعات الدولية بموجب المادة التاسعة في الدستور".
ولفتت إلى أن "هذا التعهد بعث الطمأنينة في الدول المجاورة بأن النزعة العسكرية اليابانية لن تقتحم آسيا أبدا مجددا، كما أتاح للولايات المتحدة سن القانون في دول غرب المحيط الهادئ"، وذكرت أن الدستور بالنسبة للشعب الياباني ليس مجرد مصدر فخر، بل ثروة وطنية.
وأردفت الصحيفة قائلة إنه "رغم كل ذلك، تتزايد المخاطر وتبدو ترتيبات اليابان منتهية الصلاحية، ويتضح ذلك من خلال تهديدات كوريا الشمالية، حيث يعكف مهندسوها على تطوير قنابل وأسلحة نووية ويعملون حاليا على الاستفادة القصوى من تكنولوجيا الصواريخ، بالإضافة إلى تزايد المظاهر الصينية لتعزيز وتعظيم قواتها العسكرية وتحدى سيطرة اليابان على الجزر المتنازع عليها منذ زمن بعيد في بحر الصين الشرقي".
وتابعت الصحيفة قائلة إن "آبي يدرك كل هذا أكثر من أي زعيم ياباني آخر، واتخذ جميع الخطوات اللازمة لتعزيز أمن بلاده ومنها تعيين أول مستشار للأمن القومي وابتكار استراتيجية للأمن القومي".
وأشارت إلى أن "مقترحات آبي الأخيرة لا تهدف إلى تغيير الدستور بل إلى إعاده تفسيره، خصوصا ما يخص حق الدفاع الجماعي عن النفس وصولا إلى مساعدة الحلفاء".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه "من الممكن أن تكون مقترحات آبي في أي مكان آخر غير استثنائية، ولكن نظرا للفوضى الناجمة عن حروب اليابان وعلاقاتها المترنحة مع الدول المجاورة، تحتاج الإصلاحات إلى أن تسير جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية النشطة، وينبغي على آبي أن يطمئن المنطقة تجاه نوايا اليابان وحسن نيتها وأنها لا تسعى لإحياء النزعة العسكرية".