أثناء إحدى جلسات مجالس الشعب الماضية، وزع علينا تقرير من وزارة البترول يحتوى على ثروات البلاد التعدينية فى المناجم والمحاجر داخل ربوع البلاد.. كانت دهشتنا كبيرة لما جاء فى التقرير، ولأول مرة نعلم أن ثروات البلاد هائلة، ولكن على الورق فقط!! من يصدق أننا نملك مناجم الفوسفات الضخمة والفحم والمنجنيز والقصدير والحديد.. حتى الذهب نفسه، ولدينا جبال من الرخام بجميع أنواعه وألوانه يفوق ما لدى العالم، ولدينا من الرمال ما يصلح فى إنتاج كل أنواع الزجاج، حتى اليورانيوم لدينا منه ما نريده، وأيضا جبال من الملح الحجرى مرتفع الثمن، وجبال من "الكرنكر" وهى مادة صناعة الأسمنت. كل هذا نملكه ولا نعلم عنه شيئا، من إذن يملك ثروات البلاد؟؟ هل هم أجانب أم مصريون من النوع الأجانبي!؟ كيف يمكن لشعب يمتلك كل هذه الثروات المجهولة عنه ويعيش 40% منه تحت خط الفقر؟؟ لقد تسبب نظام "مبارك" الفاسد فى نقل ملكية ثروات البلاد إلى كل أنواع الاستعمار الجديد المتخفى تحت شخصية رجال الأعمال والمستثمرين وكل البدع والتسميات التى أطلقها أمراء نظام "مبارك"!! إننا نذكر كيف تم إنشاء مشروع "أبو طرطور" للفوسفات لإنتاج 40 مليون طن منه وتصديرها إلى بلاد العالم وتم صرف ثمانية مليارات جنيه فى وقت كان الجنيه فيه يساوى ثلاثة دولارات ولكن تم التآمر من نظام متآمر على الشعب وأخفى هذا المشروع حتى الآن لصالح دول خارجية أهمها المغرب!! يقولون عنا إننا فقراء، والحقيقة أن الفاسدين هم الذين جعلونا كذلك! والسؤال هنا لماذا يعيش بعض كبار المسئولين وهم موظفون لا يملكون شيئا، بل إن إقرار ذمتهم المالية فى بداية حياتهم الوظيفية يؤكد أنهم لا يملكون سوى روتبهم، ولكن السؤال أن بعض هؤلاء يمتلك القصور والشاليهات فى الكثير من القرى السياحية والمطلة على البحار والبحيرات ولم يسألهم أحد من أين لهم هذا؟؟ هل الأجر يجعل المواطن أمير أكثر من أمراء الخليج؟؟ لقد تم نهب ثروات البلاد بالقانون؛ حيث إن بعضهم كان الوسيط مع الشركات الأجنبية الاستعمارية واستغلوا وظائفهم فى تسليم ثروات البلاد، ومنحهم نظام "مبارك" الغطاء السياسي والقانونى؛ بل واستعمل معهم حماية من نوع غريب أنه تمسك بهم وبعناد شديد وحافظ عليهم حتى من ملاحقة القانون. وعندما يسقط فاسد منهم يرفض "مبارك" محاسبته ويعلن دائما.. هذا شأنى أنا الوحيد القادر ولا أحد غيرى!! إننا لا نتحدث حول ما يحدث للغاز أو البترول أو حتى الأراضى التى تركها لنا الفراعنة واستولى عليها نظام "مبارك"، وأيضا لا أتعرض لبيع القطاع العام فى مناقصة لمن يقدم أقل الأسعار!! بل أقول للشعب المصرى إن ثرواتك داخل مئات المناجم أصبحت تحت سيطرة استعمار جديد "ممصر" وذي أسماء مهجنة! إننا نطالب باستعادة ثروات البلاد لأصحابها المصريين. سيقول لنا مندوبو الاستعمار وسارقو ثروات البلاد إن هذا يخالف القانون، حيث توجد المحاكم الدولية والتحكيم بمحاكم لندن، ونقول لهم إن قناة السويس كانت أجنبية وأصبحت وطنية وإن سرقة الشعوب جريمة يعاقب عليها اللصوص بالإرادة السياسية.. اسألوا الشعب المصرى هل تعلم شيئا عن مناجم الذهب المعروفة باسم "السكري"؟ إن الطلاق مع قوى الفساد هو الحلال الوحيد؛ ولكن أين المأذون الشعبي؟؟