لا شك أن الفكر لا يُحارب إلا بالفكر، أما بالنسبة للفكر التكفيري والإرهابي فيجب أن يُحارب بالفكر، والأساليب الأمنية . لكن للأسف الحكومات التي تعاقبت على مصر خلال سنين عدة، لا تحارب هذا الفكر الظلامي المتطرف إلا بالأساليب، والإجراءات الأمنية فقط. وبالرغم من فشل هذا الاتجاه، في التعامل مع تلك القضية، والذى ثبت عدم قدرته الكاملة، في القضاء على هذا الفكر، إلا أن حكومتنا الموقرة لازالت تُصر على السير في نفس الاتجاه والذى نتج عنه بخلاف التصعيد، الإرهابي المتنامي على مصر ، ظهور من يُطلق عليهم بالخطأ لقب .. مشايخ، والذين توالى ظهورهم على شاشات الفضائيات، أو في العديد من المساجد في مصر، ولأن أصحاب تلك اللحى، والذين اقتربت بطونهم على الانفجار، من كثرة ما يُكدس بها بكل ما لذ، وطاب، وبكل ما هو سمين، ولأنهم منقسمون ما بين فريق له أغراض، وأهداف سياسية، وآخر فاقد لكل ما له علاقة بصحيح العلم، والدين فكان من الطبيعي، أن ينتج عن ذلك كله خروج، مئات من فتاوى الجهل، والتطرف، والخرافات التي تسيء لصحيح الشرع، والدين، والتي تُدخل كثيرا من الناس، في حالة من التخبط حيناً، والتشدد، والتعصب حيناً آخر. والسؤال هنا .. أين دور الأزهر الشريف من كل هذا، والذى سأوجه له بعض الأسئلة نظراً لأنه لا أمل في هذه الحكومة، التي لا هم لها، سوى طحن المواطن المصري بين رحايا الغلاء، ورفع الدعم ؟! فأين أنت أيها الأزهر الشريف، من فتاوى، إباحة زواج البنات القاصرات، وترك الزوجة لمغتصبيها، إذا لم يستطع الزوج أن يذود عنها، مع أن الحديث النبوى الشريف، واضح فى هذه الحالة .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات دون عرضه فهو شهيد" صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. وأين أنت أيها الأزهر أيضاً، من فتاوى تحريم، تهنئة إخواننا المسيحيين بأعيادهم، وتحريم حتى إلقاء السلام عليهم، وفى أخرى تطالب بطردهم من مصر!! لماذا تقف أيها الأزهر الشامخ صامتاً، إزاء كل هذا الجهل الذى لا يمُت للدين بصلة، ولا علاقة له به من قريب، أو من بعيد؟ لماذا لا تُحارب ذلك التطرف المتفشى، فى تلك العقول المظلمة، والتى لا تعرف من الدين، سوى ارتداء الجلباب الأبيض، وإطالة اللحية، والتحدث باللغة العربية الفصحى، فى الوقت الذى لا تفقه فيه شيئاً عن أبجديات الدين الإسلامى؟ متى تستطيع أيها الأزهر الشريف، أن تضع كافة المساجد، والقنوات الفضائية تحت إدارتك ؟ وبمعنى أوضح .. متى يستطيع الأزهر أن يمنع، أي شخص من اعتلاء المنبر في أي مسجد، أو زاوية طالما لم يكن شيخاً أزهرياً، ومصرحا له بذلك، وأن يخضع القنوات، والبرامج الدينية لرقابة الأزهر، وأن يمنع ظهور أي داعية على أي قناة فضائية، إلا بعد موافقة كتابية من إدارة الجامع الأزهر، كذا بالنسبة لصدور الكتب، والمنشورات الدينية؟. كل هذا لن يتم، إلا بصدور قانون صارم، وحازم يُمكّن الأزهر الشريف من تنفيذ ذلك، ولهذا فإنني أطالب فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، بضرورة الإسراع في إعداد ذلك القانون، وسرعة إصداره في أقرب وقت. أما أن تُصدر وزارة الأوقاف قراراً، بمنع غير الأزهري من الخطابة في المساجد، ولا تستطيع حتى أن تنفذه، فذلك لن يُفيد في أي شيء . لابد وأن تكون يد الأزهر حاضرة، في كل ما له علاقة بأمور الدين، وإصلاح الناس، ولابد أن يواجه كل ما تروج له، خفافيش الظلام، وأعداء الدين بكل السبل، التي يراها ملائمة، وفقاً لفكره المستنير الصحيح. إنني على يقين كامل بأن فضيلة الإمام الأكبر لن يتوانى لحظة، عن اتخاذ أي إجراء من شأنه، صالح الدين .. والوطن. تحية، وتأييد واجب للدكتور نجيب جبرائيل، على تقديمه بلاغاً للسيد النائب العام، المستشار هشام بركات، ضد الدكتور ياسر برهامي يتهمه فيه، بازدراء الدين المسيحي، لأنه من غير المقبول إهانة المسيحيين في ديانتهم، وعقيدتهم. يا دكتور برهامي دعني أُذكرك بقول نبي الرحمة صلوات الله عليه وتسليماته حينما قال : "من آذى ذمياً فأنا خصمه يوم القيامة" صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. ( رب همة .. أحيت أمة) [email protected]