قال الدكتور عصام حجى العالم المصري، مدير معهد الأقمار والكواكب التابع لوكالة ناسا للأبحاث الفضائية الأمريكية، إن نظرة المجتمع المصري للعلماء لم تتغير، حيث نفتخر بعلمائنا فى الخارج ولا نهتم بهم فى الداخل، ونعترف بالصناعة ولا نعترف بالابتكار ومازالت كليات العلوم تواجه إهمالا و تجاهلا. وأضاف حجى فى حوار ببرنامج "على اسم مصر"عبر قناة "صدى البلد": "مازلنا نستنزف قوى وطاقات الشباب فى سن إبداعهم فى جمع أموال لتكاليف زواج مبالغ فيها وغير مبررة ومن لا يستطيع تغيير تلك العادات لا يستطيع تطوير نفسه". وأكد أن سبب تقدم الشعوب الأخرى هو محاسبة النفس ونقد الذات الذى قلما نقوم به وغالبا نخاف من تطوير عادات عفا عليها الزمن، مشيراً إلي أنه كان يتمنى أن ينضم للثوار بميدان التحرير. وعن نظرة العالم لمصر بعد ثورة يناير قال حجي: "نظرة العالم لنا بعد الثورة بشهور نظرة فخر لكن بعد حدوث اعتداءات بسحل فتيات فى الشوارع وصل انطباع أن الثورة المصرية لم تكتمل بعد". وعن التغيير الحادث بعد الثورة أكد حجي أن التغيير الذى حدث بمصر لا يمكن إنكاره فهناك حرية تعبير عن الرأى لم توجد من قبل، إلا أن التغيير لا يليق بانتظار طال ثلاثين عاما والكل مسئول عن إدارة الفترة الانتقالية فالكل لديه طموح سياسى لكن من النادر أن تجد من لديه القدرة على إدارة البلاد، ويجب أن نرجع لأصحاب الخبرات من داخل مصر وخارجها. وعن مشكلة المياه المتوقعة فى مصر قال: "تقوم ناسا بعمل دراسات مسحية على الصحارى من المغرب مرورا بمصر وصولا إلى العراق لاستكشاف المياه الجوفية للجوء لها فى حالة تعرضنا لمشكلة ندرة المياه ومواجهة حرب مياه محتملة وقامت بالفعل فى عدة دول وأهمها الحدود السورية الإسرائيلية و دارفور فلا يجب أن تحارب على مورد إلا بعد معرفة كيف تستفيد منه وتطوره". وأكد أن وجود ديمقراطية بدون وعى وثقافة لن تحقق الأهداف المرجوة فليس معنى أن نتفق على شئ أن يكون صحيح فما يحكم هو مدى الوعى والثقافة وليس فقط تعلم القراءة والكتابة ، ولا يصح أن يكون شغل النواب الشاغل بالبرلمان هو الوصول للحكم دون العمل على حل مشكلاتنا فما أراه هو تكالب الكثيرين على السلطة ونسيانهم للصالح العام. وأضاف حجى أن مصر فى حاجة إلى وجود هيئات لها نفوذ تنسق التواصل بين علماء مصر والخارج كى تضمن عدم تعطل المهام العلمية بسبب إجراءات روتينية لا داعى لها.