"المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات"..نجم سطع في سماء المملكة الأردنية الهاشمية بعد تفجيرات عمان في العام 2005 ، ليكون مستعدا للأزمة واستشرافها مسبقا والتحضير لها أي أنه يكون متحفزا لها بعيدا عن الانفعالية أو الخضوع لوطأة المفاجآت وبالتالي الارتباك وتعدد الآراء والاجتهادات في اللحظات التي تتطلب الحد الأعلى من الانسجام والمبادأة واتخاذ القرار المستند إلى قاعدة بيانات متجددة وضوح في الرؤية والأهداف. فالمركز ، الكائن في منطقة دابوق بالعاصمة الأردنيةعمان والذي لايزال قيد النظر منذ ثماني سنوات ، هو مفخرة لكل العرب عامة والأردنيين بصفة خاصة حيث إنه يعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة ومزودا بأحدث التكنولوجيا في العالم والبنية التحتية الأساسية إضافة إلى الكوادر الأردنية لا مثيل لها. فقد حقق المركز ولايزال المزيد من النجاحات في برامج إدارة الأزمات وتوفير البيئة التشاركية لتحقيق التحول الاستراتيجي القابل للتقييم والذي يمكن تطبيقه على أرض الواقع ، حيث تم إعداد المعايير الأساسية لمجموعه الأهداف التي يتطلع لها لتعزيز مكانة الأردن على خريطة الدول المتقدمة عالميا في مجال إدارة الأزمات والتنمية المستدامة. وبشهادة عربية أصيلة..أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي خلال زيارته للمركز الأحد الماضي عن سعادته وذهوله بمدى التقدم الذي أحرزته الأردن في هذا الموضوع..قائلا "إن غرفة الأزمات في المملكة تضاهي بل يمكن أن تتفوق على أية غرفة أزمات في العالم". وامتدت هذه الشهادة إلى السفيرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد لشون الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية قائلة - للوكالة - إن هذا المركز من الإدارات المتميزة التي لا مثيل لها في كثير من دول العالم المتقدمة ، وإنني كأردنية أفتخر بوجوده كما أيضا الدول العربية ، وأدعو إلى زيارته للاستفادة من هذه التجربة الرائدة. واطلع وفد من جامعة الدول العربية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي ومراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان خلال رحلة ميدانية قاموا بها أمس الثلاثاء في ختام المؤتمر الإقليمي (نحو إنشاء شبكة استجابة للأزمات في العالم العربي) على أبرز المهام التي يقوم بها المركز ، حيث انبهر الجميع بهذا الصرح الأردني الذي لا مثيل له في الشرق الأوسط وكثير من دول العالم. وأكد نائب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن اللواء الركن المتقاعد الدكتور رضا البطوش على أن غرف وهيئات إدارة الأزمات هي جهات مستقلة ترتبط بجهة صنع القرار وتتعاون مع كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والأمنية للحصول على المعلومات والبيانات الضرورية وتزويدها بالتحليل والتصور والخيارات في مواجهة التحديات وفق ما تكلف به. وقال البطوش إن هذه الغرف ليست بديلا ولا شريكا في المهام والمسئوليات التنفيذية ولكنها طواقم متخصصة كقوة تمتلك الإمكانيات والقدرات ، تعمل ضمن بيئة علمية ملائمة لمساعدة مؤسسات الدولة وقيادتها على اتخاذ القرارات السليمة..مشيرا إلى أن القيادة الأردنية ميزت مبكرا بين مفهومي الاستجابة ورد الفعل ، حيث كان منطق الاستجابة بما يفرضه من آليات وأساليب تخطيط وعمل منهجا معتمدا للدولة منذ بواكيرها. وأفاد بأن المركز يمثل استجابة مبكرة تعبر عن مضامين رسالة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لشقيقه الأمير علي بن الحسين في مطلع العام 2008 بإنشاء هذا المركز وتحديد فلسفته وآليات عمله في إطار رؤية تستشرف المستقبل وتدرك أهمية التفاعل مع البيئة الاستراتيجية السائدة وتؤطر لمواجهة ما ينجم عنها من تحديات ومخاطر وفق أداء مؤسسي يتسم بالعمق والفعالية والشفافية وضمن إطار تشريعي يحدد الأدوار والمسئوليات، فالبيئة الاستراتيجية السائدة سريعة التغير وتحمل في ثناياها الفرص وكذلك التحديات الكبيرة. وأشار إلى أن المركز يعمل على دراسة وتحليل المخاطر بمختلف أنواعها ونقاط الضعف على المستوى الوطني والتي لها مساس بالأمن الوطني وتقييم القدرات الوطنية وتطوير البرامج المتعلقة ببنائها ، لمواجهة مختلف أنواع الأزمات بالتنسيق مع القطاعين العام والخاص ومتابعة تنفيذها. وعلى صعيد متصل.. استضافت عمان وعلى مدار اليومين الماضيين المؤتمر الإقليمي العربي (نحو إنشاء شبكة للاستجابة للأزمات في المنطقة العربية) والذي نظمته جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالتعاون مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في الأردن بمشاركة 18 دولة عربية من بينها مصر. وخلال المؤتمر .. أبدى الاتحاد الأوروبي اهتمامه والتزامه التام تجاه المنطقة والجامعة العربية فيما يتعلق بمسألة إدارة الأزمات ، منوها بأن هناك برنامجا جديدا يتم البحث فيه مع الجامعة العربية في هذا الصدد علاوة على تعزيز آلية عربية للانذار المبكر والاستجابة السريعة للأزمات يكون مقرها عمان. أما جامعة الدول العربية فقد شددت ضرورة العمل الجماعي العربي لمواجهة الأزمات وتداعياتها وتحمل الأعباء..قائلة "إنه لم يعد باستطاعة أية دولة أن تنعزل عن محيطها أو تدعي القدرة على مواجهة الأمات بمفردها". يشار إلى أن غرفة إدارة الأزمات والإنذار المبكر بالجامعة العربية افتتحها العربي وكاترين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي رسميا في منتصف نوفمبر 2012 بمساهمة قدرها 2ر3 مليون دولار أمريكي ، وتهدف إلى دعم قدرات الأمانة العامة في التنبؤ بالأزمات ومتابعتها وإدارتها وذلك في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وكذلك الكوارث الطبيعية إضافة إلى تعزيز قدرات التحليل واستخدام أفضل تكنولوجيا عالمية متاحة فى هذا المجال. وتهدف الغرفة إلى التعاون مع غرف الأزمات فى الدول العربية وتوفير معلومات سريعة تنذر صانع القرار باحتمال وقوع الأزمات في كافة أنحاء العالم العربي.