"صدى البلد" ينشر نص القصيدة التي اقتبس مبارك منها بعض الأبيات ووضعها في المذكرة التي قدمها لهيئة المحكمة، والقصيدة من أشعار أبي فراس الحمداني. وإليكم نص القصيدة: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام فإنما رجل الدنيا وواحدها من لا يعوّل في الدنيا على أحد عليك ببر الوالدين كليهما وبر ذوي القربى وبر الأباعد كم وحدة هى خير من مصاحبةٍ يُنسى الجميع ويغدو الفذُّ مذكورا والحكيم الرشيد يخجله العت ب و لا يخجل اللئيم سبابه و ما نيل المطالب بالتمنّي ولكن تُؤخذ الدنيا غلابا ولا خير في حسن الجسوم وطولها إذا لم يزن حسن الجسوم عقولا وللكف عن شتم اللئيم تكرّما أضرّ له من شتمه حين يشتم ومن العداوة ما ينالك نفعه ومن الصداقة ما يضرّ ويؤلم ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم كونوا جميعا يا بنيّ إذا اعترى خطب ولا تتفرقوا آحادا تأبى الرياح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أفرادا فالسر عندي في بيت له غلف ضاعت مفاتيحه والباب مختوم وزن الكلام إذا نطقت بمجلس فإذا استوى فهناك حلمك راجح إذا رأيت نيوب الليث بارزةً فلا تظنّنَّ أن الليث يبتسمُ تكثّر من الإخوان ما استطعت فانهم عماد إذا استنجدتهم وظهير وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ندمت على التفريط في زمن البذر هى الأمور كما شاهدتها دول من سرّه زمن ساءته أزمان فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثانٍ ولا يألف الإنسان إلاّ نظيره وكل امرئٍ يصبو إلى من يشاكله لا تحقرن صغيراً في مخاصمةٍ إنّ البعوضة تدمي مقلة الأسد ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج إن الأمور إذا التوت وتعقدت جاء القضاء من المليك فحلّها كل يوم يمر يأخذ بعضي يورث القلب حسرة ثم يمضي وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا ثبتت على حفظ العهود قلوبنا إنّ الوفاء سجية الأحرار وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهنّ أمان وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام نعيب زماننا و العيب فينا وما لزماننا عيب سوانا إذا المرء لم يعتق من المال نفسه تملّكه المال الذي هو مالكه إن الدراهم كالمراهم تجبر العظم الكسيرا وإذا رأيت صعوبة في مطلب فاحمل صعوبته على الدينار عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي لأستسهلنّ الصعب أو أدرك المنى فما انقادت الآمال إلاّ لصابر ما بين غمضة عين و انتباهتها يغيّر الله من حال إلى حال ما حك جلدك مثل ظفرك فتولّ أنت جميع أمرك لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا والهجرُ أقتلُ لي ممّا أراقبهُ أنا الغريق فما خوفي من البلل إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإنْ أنت أكرمت اللئيم تمردا لي حيلة فيمن ينمّم وليس في الكذاب حيلة إنّ في الحكمة البليغة للروح غذاءً كالطبِّ للأجساد ِفاطلبِ العزّ في لظى ودعْ الذلّ ولو كان في جنان الخلود لكل شئ إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس بقدر الصعود يكون الهبوط فإياك و الرتب العالية ما كل أصفر دينار لصفرته صفر العقارب أرداها وأنكرها ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار