قال أعلى قائد عسكري في حلف شمال الأطلسي اليوم الأحد إن روسيا حشدت قوة "ضخمة جدا" على حدودها مع أوكرانيا وإن موسكو ربما تفكر في الانقضاض على منطقة في جمهورية مولدوفا السوفيتية السابقة بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم. وقال الجنرال الأمريكي فيليب بريدلوف القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا إن روسيا تتصرف مثل خصم أكثر منه شريك وإن على الحلف الذي يضم في عضويته 28 دولة ان يعيد التفكير في تمركز واستعداد قواته في شرق أوروبا. واستخدمت القوات الروسية يوم السبت العربات المصفحة والأسلحة الآلية وقنابل الصوت للاستيلاء على بعض من اخر المنشآت العسكرية التي كانت تحت السيطرة الأوكرانية في شبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود والتي ضمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسميا يوم الجمعة. وكان بريدلوف واحدا من عدة مسؤولين وسياسيين غربيين يحذرون يوم الأحد من أن روسيا قد لا تتوقف عند ذلك الحد في الأزمة التي أعادت العلاقات بين الشرق والغرب إلى زمن الحرب الباردة منذ أطاح محتجون موالون للغرب في أوكرانيا بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش المقرب من موسكو الشهر الماضي. وقال بريدلوف في ندوة نظمها صندوق جيرمان مارشال البحثي "القوة (الروسية) الموجودة على الحدود الأوكرانية الان ناحية الشرق كبيرة جدا وفي اتم الاستعداد." وقال نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكي توني بلنكين إن حشد القوات ربما يستهدف فحسب ترهيب قادة أوكرانيا الجدد الموالين للغرب لكن روسيا قد تغزو شرق البلاد الذي يتحدث غالبية سكانه اللغة الروسية. وأضاف لشبكة (سي.ان.ان) "من المحتمل انهم يستعدون للدخول." وتقول روسيا انها ملتزمة بالاتفاقات الدولية وليست لديها اي خطط للغزو. ووصفت الجنود الذين استولوا على قواعد أوكرانية في القرم بأنهم "قوات الدفاع الذاتي". وفرضت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على عدد من أقرب الحلفاء السياسيين لبوتين وهددا بعقوبات اقتصادية أوسع نطاقا إذا توغلت القوات الروسية في أجزاء شرقية أو جنوبية أخرى في أوكرانيا. وظلت رايات البحرية الأوكرانية ترفرف اليوم الأحد إلى جانب العلم الروسي على قاعدة في القرم لأكبر وحدة عسكرية أوكرانية في منطقة فيودوسيا لكن القوات الأوكرانية تستعد للرحيل بعد استيلاء الجيش الروسي عليها. وقال جندي أوكراني "قضيتنا الوحيدة هي اننا نريد مغادرة هذا المكان بشرف ومع أسلحتنا ومركباتنا." وقال بلنكين إن واشنطن تدرس جميع الطلبات المقدمة من الحكومة في كييف للحصول على مساعدات عسكرية لكن ذلك لن يمنع على الارجح غزو أوكرانيا التي ليست عضوا في حلف الأطلسي. وقال بريدلوف إن على الحلف العسكري ان يفكر في اعضائه من دول شرق أوروبا خاصة الدول السوفيتية السابقة المطلة على بحر البلطيق وهي ليتوانيا ولاتفيا واستونيا. وأضاف بريدلوف "علينا التفكير بشأن حلفائنا وتمركز قواتنا في الحلف واستعداد تلك القوات...حتى يمكننا ان نكون هناك للدفاع عنهم اذا تطلب الأمر خاصة في البلطيق وأماكن اخرى." وقال بريدلوف إن حلف الأطلسي قلق للغاية بشأن تهديد منطقة ترانسنيستريا التي أعلنت الاستقلال عن مولدوفا في عام 1990 لكن لم تعترف بها أي دولة عضو في الأممالمتحدة. ونحو 30 في المئة من سكان المنطقة البالغ عددهم نصف مليون شخص من اصل روسي ويتحدثون اللغة الروسية. وتشارك روسيا بنحو 440 جنديا من قوات حفظ السلام في ترانسنيستريا بالاضافة إلى جنود اخرين يحرسون مخازن الأسلحة التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي. وبدأت روسيا مناورة عسكرية جديدة بمشاركة 8500 من جنود المدفعية قرب الحدود مع أوكرانيا قبل عشرة أيام.