"موزة بتحب مصر ومش عارفة إيه سبب توتر العلاقات مع مصر ودول الخليج"، هذه هي التصريحات التي أدلى بها الدكتور سعد الدين إبراهيم عقب اجتماعه مع الشيخة موزة "رجل" قطر القوي. رغم إن مكتب الشيخة نفي هذا الكلام وأعلن في وقت سابق إن الاجتماع لم يتضمن النقاش عن العلاقات مع مصر أو الدول العربية، إلا إننا سنعتبر الكلام صحيح وإن الشيخة تتسائل " إيه المشكلة مع مصر ودول الخليج؟". المشكلة يا شيخة إن زوجيك وإبنك بيحمي ويدافع عن الإرهاب الدموى الدولى، وإن دويلتكم ترعي المخطط الأمريكي الصهيوني بتفتت الدول العربية عن طريق "الجزيرة"، إن المنظامات الإرهابية تتذ من الدوحة قاعدة لعملها في الدول العربية، إن دويلتكم تسعى لتكون قائد المنطقة العربية. المشلكة يا شيخة إن دول مجلس التعاون الخليجى لم تعد قادرة على تحمل تجاوزات دويلتكم التي فاقت كل الحدود بحيث أصبحت تهدد استقرار تلك الدول وتنشر الفوضى بها. فقرار سحب سفراء المملكة العربية السعودية ودولة الإماراتوالبحرين من قطر، كان بمثابة جرس إنذار لدفعها إلى مراجعة مواقفها من التدخل في سياساتها الداخلية، ورعاية وتمويل جماعة الإخوان الإرهابية التي تسعى إلى إحداث القلاقل وتحريض الشباب على الحكام بدعوى أنهم لا يلتزمون بتعاليم الإسلام. والأمر تعدى مرحلة التحريض إلى تشكيل خلايا للجماعة هدفها الانقلاب على السلطة الشرعية في هذه البلاد، حيث كشفت التحقيقات مع قيادات الجماعة في الإمارات عن مؤامرة تم التخطيط لها والاستعداد لتنفيذها لولا نجاح الأمن الإماراتى الذي كان يتابع أنشطتها في إحباطها. كما عانت السعودية من المؤامرات القطرية سواء بتحريض الشباب أو باستضافة كل أطياف المعارضة للحكم السعودى في الدوحة ليتخذوا من قناة الجزيرة منبرا للحرب الإعلامية الموجهة ضد الرياض. أما البحرين فقد نالها من حب قطر جانبا بتدخلها المباشر من أجل إشعال الفتنة بين مواطنيها. أما بالنسبة لمصر، فلا توجد مشكلة إلا إن الدوحة تؤوي دعاة الفتنة والعنف المطلوبين في مصر، أو ما تذيعه قناة الجزيرة التي أصبحت القناة الرسمية للإخوان، أو الأموال التى تتدفق من كل السبل وحتى في الحقائب الدبلوماسية لتمويل العمليات التخريبية في مصر. لكن المشكلة الحقيقية إن الشعب المصري الذي هتف للجزيرة عقب ثورة 25 يناير "تحية كبيرة للجزيرة"، أصبح الآن من يعمل في الجزيرة أو في قطر يشعر بالخزى والخوف من إعلان ذلك. هذا جزء بسيط جدا من المشكلة التي تسائلت عنها الشيخة موزة، الحاكم الفعلي في قطر، ولكن هل سيتغير شئ؟، هذا لن يحدث قالمشكلة الحقيقية أن قطر لا تتحكم في سياساتها وإنما هي أداة في يد مخطط عالمي لتقسيم الوطن العربي. ورغم كل هذا، نجد أن لقطر دور وطني ضد إسرائيل، حيث ستشكل الدوحة، في المستقبل، تهديدا حقيقيا لتل أبيب حول منصب رجل أمريكا في المنطقة.