هل كل أمة العرب من المحيط إلى الخليج على خطأ ودويلة قطر وحدها هى عنوان الصواب... وهل كل الأنظمة العربية أنظمة رجعية ومتخلفة ومستبدة ودويلة قطر وحدها هى أم الثورات وعنوان الديمقراطية؟. هذه أسئلة تفرض نفسها بعد أن فقد الحليم صبره وخرج أهل الخليج الكرام عن هدوئهم المعهود وقررت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سحب سفرائها من الدوحة كخطوة إنذارية. ومع كامل الاحترام والتقدير لمن لايزالون يأملون فى عودة صوت العقل والحكمة إلى الدوحة فإن كل المؤشرات لا تبعث على الارتياح خصوصا تلك التى تعبر عنها الجرعات التحريضية المتزايدة عبر شاشات الجزيرة المتعددة خصوصا تلك الموجهة ضد مصر وثورتها التى فجرها الشعب المصرى العظيم فى 30 يونيو ولكنها لم تكن على هوى حكام قطر الذين كانوا يروجون أن مصر أصبحت الرجل المريض فى المنطقة! وبعيدا عن الدخول فى النيات والمقاصد أو التفتيش فى العقول والصدور فإننى لم أستغرب أن يبادر الدكتور سعد الدين إبراهيم بالسفر إلى الدوحة والالتقاء بالملكة الأم الشيخة موزة وأن يستمع إلى وجهة نظرها بشأن توتر العلاقات مع مصر، فالرجل له سابق تجربة فى ترطيب العلاقات ومد الجسور المقطوعة بين واشنطن والجماعة ولكن الذى يدعو إلى الاستغراب أن يسعى الدكتور سعد الدين إبراهيم لتحسين صورة قطر فى عيون المصريين مع أن صور ومشاهد قناة الجزيرة المليئة بالافتراءات والأكاذيب تغنى عن أى تعليق... ثم إن سعد الدين إبراهيم ينبرى مدافعا عن الشيخة موزة العاشقة لمصر وربما تصدقه فى ذلك باعتبار أن لمصر فضلا عليها فى أنها تعلمت بمدارسها وجامعاتها، ولكن الذى يبعث على الشك والريبة أن يقول الرجل بأن قطر ليست ذراعا لأمريكا فى المنطقة، وأن الدوحة لها قرارها المستقل وأن قناة الجزيرة مستقلة تماما ولا تخضع لأى توجيه من الأسرة القطرية الحاكمة... هنا يصبح الكلام والنقاش والحوار مضيعة للوقت يا دكتور سعد وعليك أن تحتفظ بما حملته من الشيخة موزة بين جوانحك وأن ترحم الشعب المصرى من مبادراتك التى مازلنا ندفع ثمن بعضها غاليا ومرهقا حتى اليوم! خير الكلام: وأسلمنا الزمان إلى أناس كأمثال الذئاب لها عواء! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله