تناولت صحيفتا "البيان" الإماراتية و"الشرق" القطرية في افتتاحيتهما اليوم الخميس تطورات الوضع السوري. فمن جانبها، أكدت صحيفة "البيان" الإماراتية أنه بعد أسبوعين تمر الذكرى الثالثة لاندلاع الانتفاضة التي أصبحت عسكرية وتداخلت فيها عوامل إقليمية ودولية معقدة زادت من حساسية الوضع المتأزم أصلا في منطقة الشرق الأوسط كلها. وقالت إنه لا يخفى على أحد أهمية ما يحصل في سوريا وتأثيراته على دول الجوار التي تواجه هي الأخرى تحديات داخلية، فضلا عن التدفق الهائل للاجئين السوريين عليها وتداعيات ذلك على الوضع الداخلي بكل تجلياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأشارت إلى تفاقم مشكلة النازحين وما يشكله من أعباء على التوازنات الاجتماعية في سوريا، إضافة إلى دخول طرفي الصراع في دوامة "الحرب التي لا يمكن ربحها"، وما ضاعف المخاطر هو دخول العديد من التنظيمات المتطرفة من مختلف الاتجاهات على الخط. وأضافت الصحيفة أنه سياسيا انتهت جولات محادثات جنيف دون تقدم يذكر وسط غياب إرادة دولية حقيقية في فرض حل منطقي يلبي تطلعات الشعب السوري.. منوهة بأن كل ذلك يقود إلى حالة جمود على مختلف الأصعدة داخل الوطن السوري الذي تلقت وحدته الوطنية ضربات في أساسه بسبب الأحداث الجارية ورد الفعل عليها والصمت الدولي غير المبرر الذي تمخض قرارا أمميا فقط في ما يخص شق إرسال المساعدات الإنسانية وكأن المعضلة برمتها إنسانية لا سياسية. وشددت "البيان" - في ختام افتتاحيتها - على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات على أساس بنود واضحة لا تحتمل التأويل والتفاوض بطريقة لا تقبل التسويف من أي طرف وصولا إلى نتيجة يطالب بها السوريون منذ 36 شهرا ويعلمها المجتمع الدولي وإن كان يماطل في تحقيقها. ومن جهتها، لفتت صحيفة /الشرق/ القطرية إلى زيارة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية القطري أمس لكل من إيران وتركيا.. ورأت أن سوريا كانت أول ملفات التباحث والنقاش الذي انتهى إلى ضرورة اعتماد الحل السياسي للأزمة في ظل التطورات التي تقع على الأرض. وشددت الصحيفة على أن الشعب السوري قد عانى من ويلات حرب يشنها عليه جيشه من قبل ثلاث سنوات حولت سوريا إلى أطلال بعدما كانت عنواناً للتاريخ والحضارة، مؤكدة ضرورة محاكمة كل الذين أجرموا في حق هذا الشعب وقتلوا وشردوا أهله وهدموا وطنه وعلى رأسهم بشار الأسد، إذ أن المحاكمة والمحاسبة من ثوابت العدالة السياسية التي هي جزء من الحل".