الدوحة -أ ش أ: دعت الصحف القطرية فى افتتاحياتها اليوم المجتمع الدولى إلى سرعة التدخل لحماية المدنيين السوريين من بطش النظام الذى قرر أن يستخدم الحل الأمنى للنهاية فى تعامله مع الاحتجاجات الواسعة التى تشهدها مختلف المدن فى البلاد. وذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أن صحيفة "الراية" أكدت إن المهمة الملحة الآن للمجتمع الدولي الذي أخفق في منع استخدام العنف في سوريا بعد الفيتو الروسي- الصيني المزدوج تتمثل في سرعة إغاثة الشعب السوري الذي يتعرض للقتل على أيدي قوات نظام الأسد الذي نفذ تهديداته بتصعيد العنف ضد المحتجين بعد أن توفر له غطاء سياسي لإنهاء الاحتجاجات الشعبية من خلال الخيار الأمني. وقالت الصحيفة "إن الوضع في سوريا ما زال مفتوحا على جميع الاحتمالات والمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري تتفاقم يوما بعد آخر الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي المبادرة لحماية الشعب السوري وتجنيب المدنيين نتائج الصراع الدامي في البلاد". فيما نبهت صحيفة "الشرق" إلى أن عمليات القتل التي تمارس في سباق مع الزمن في محاولة لإنهاء انتفاضة الشعب السوري المتواصلة منذ ما يقارب العام تؤكد أن هذا النظام لا يتعلم من دروس التاريخ وتجارب الشعوب الأخرى". وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأنه إذا لم يجرِ التوافق على أن حل الأزمة السورية لن يكون إلا سياسيا فإن من غير المتوقع للأزمة أن تضع أوزارها في المدى المنظور بل إن هذه الأزمة ستكون مرشحة للتحول إلى حرب أهلية مفتوحة. وأشارت الصحيفة إلى أن السباق المحتدم ميدانيا في سوريا هذه الأيام انتهى إلى خيار "الحسم العسكري " والضامن هو روسيا التي تتماهى مع هذا المنهج ولها أسبابها المرتبطة بمصالحها ، كما كان الحال في حقبة الاتحاد السوفييتي سابقا. بدورها شددت صحيفة "الوطن" فى افتتاحيتها على أن إرادة العالم في حماية المدنيين بسوريا لن يفت من عضدها الفيتو المزدوج المشين وقالت أنه " لن يثني هذه الإرادة التعهدات التي يطلقها الأسد بإيقاف العنف في الصباح ليعود ليدوس عليها بعد ساعات ويفتح المزيد من نيران الترويع والقتل ". من جانبها قالت صحيفة البيان الاماراتية في مقالها الافتتاحي اليوم تحت عنوان "ثمن الدم" ان انغلاق الأفق أمام حل سياسي للأزمة السورية بسبب إصرار السلطات على الحل الأمني العسكري أدى إلى تحول القضية السورية إلى ميدان للتجاذب السياسي بين أكثر من طرف دولي يحاول استغلال أرواح السوريين للحصول على مكسب هنا وصفقة هناك. وذكرت وكالة الأنباء الاماراتية "وام" أن الصحيفة أرجعت السبب الأساس في تحول الأزمة السورية من قضية يجري بحثها في إطار البيت العربي إلى قضية وصلت إلى التدويل بأسوأ صوره هو عدم إعطاء الحل العربي فرصة للنجاح فقد تم إفراغ المبادرة العربية من مضمونها وتحولت إلى نصوص قابلة للتفسير والتأويل والالتفاف عليها بل وتحولت مهمة المراقبين إلى لعب دور الحكم بين المتخاصمين بينما جوهرمهمتهم يتجلى في مراقبة تطبيق التزام السلطات السورية ببنود المبادرة. وأكدت الصحيفة ان الجرح السوري النازف لا يحتمل كل هذه المساومات والدم ليس هو السلعة المناسبة لإعادة أمجاد هذا الطرف الدولي الساعي للقضاء على عالم القطب الواحد أو ذاك القطب الإقليمي الذي لا يريد أن تتضرر مصالحه في تسونامي الربيع العربي . وقالت المؤكد أن موقف دول مجلس التعاون الخليجي الموحد شكل ويشكل رافعة لموقف عربي قوي يفرض نفسه على الساحة الدولية عبر مجلس الأمن الدولي أو أي إطارآخر يجري الاتفاق عليه خارج المجلس والأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة ليس على صعيد مستقبل سوريا فحسب بل على صعيد العمل العربي المشترك الذي تطمح الشعوب العربية لأن تتحول فيه الجامعة إلى صوت لها وليس صوتاً للأنظمة وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة.