استحوذ الشأن السوري على تعليقات الصحف القطرية اليوم حيث ركزت صحفالراية والشرق و الوطن على استقراء ما آلت إليه مدينة حلب جراء غطرسة النظام مؤكدة ان ما آل إليه النظام السوري نفسه من انهيار بات واضحا للعواصم المؤثرة في القرار الدولي. ووجهت صحيفة الراية في افتتاحيتها نداء استغاثة تحت عنوان " أنقذوا حلب "قائلة إن كل الدلائل تشير إلى أن النظام السوري مقبل ومصمم على ارتكاب مجازر بشرية بمدنية حلب التي سيطر الثوار على بعض أحيائها وأنه استعد لما أسماها بأم المعارك بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات والدبابات في مواجهة أسلحة الثوار الخفيفة. واكدت أن دك المدينة بمن فيها بصرف النظر عن هويته بات أمرا وشيكا ولذلك فإن القلق الدولي الذي ظهر أمس تجاه هذا التطور الخطير يجب أن يتطور إلى قرار دولي شجاع بتحرك جماعي لمنع المجزرة البشرية المتوقعة وإنقاذ مدينة حلب وسكانها من براثن النظام الجائر. وقالت الصحيفة انه بسبب التراجع عن اتخاذ قرارات دولية جادة ومسؤولة لإنقاذ الشعب السوري فإن النظام وجد فرصة للتمادي بسبب تراخي المجتمع الدولي الذي ظل يتفرج على المجازر التي ارتكبها والتي خطط لارتكابها مجددا ليس في حلب وحدها وإنما في دمشق وريفها وإدلب. وشددت على أنه ليس أمام المجتمع الدولي إلا اتخاذ موقف جماعي صارم ينقذ الشعب السوري من نظام البطش لان القضية أصبحت واضحة ولا تتحمل أي تسويف أو مماطلة فالشعب السوري لن يتراجع عن ثورته ومن المطلوب دوليا حمايته حتى ولو تم ذلك من خارج مجلس الأمن ومؤسسات الأممالمتحدة. وأوضحت الصحيفة أنه ليس من المقبول أن يظل المجتمع الدولي يعرب عن القلق فقط تجاه الأزمة السورية وهو يدرك حقيقة نوايا وتوجهات النظام تجاه شعبه الذي لا يطلب بالإعراب عن القلق فقط وإنما يطالب بإنقاذه من الإبادة وهذا لن يتم إلا بتدخل دولي سريع. وخلصت الراية الى" أن الوقت قد حان للتحرك قبل فوات الأوان لردع نظام الأسد وتخليص الشعب السوري منه فالسكوت على ما يحدث في حلب يمثل جريمة وعارا في جبين المجتمع الدولي". وكتبت صحيفة الشرق تحت عنوان "سوريا..وتآكل النظام" أن كل المعطيات تؤكد أن هذا النظام القمعي أخذ في التآكل من الداخل إلى درجة هزت أركانه أكثر من هزة دمشق التي أودت بأربعة من قادته الأمنيين. وأوضحت أن مستوى المقاومة والتضحية اللتين ظهر بهما الشعب المحاصر يوميا يؤكد فشل سياسة الحل الأمني التي أختارها النظام عن نهج الحوار والتعامل وبواقعية مع واقع جديد. ورأت الصحيفة ان انشقاق عضو مجلس الشعب اخلاص بدوي ولجوءها مع أولادها الستة إلى تركيا يعبر عن إفلاس شعبي للأسد لانها رابع عضو في مجلس الشعب يعلن انشقاقه عن النظام وتاسع شخصية سياسية مهمة تسلك المسلك ذاته خلال فترة وجيزة هذا فضلا عن مئات الجنود الذين أصبحوا اليوم العمود الفقري للجيش السوري الحر. ونقلت الشرق عن اخلاص بدوي قولها أن النظام طلب من النواب السوريين مغادرة مدينة حلب والتوجه إلى دمشق لأن حلب أصبحت نقطة حاسمة في المعركة ومحط تهديد النظام بمجزرة وحشية وقارنت الصحيفة بين تهديدات الأسد للحلبيين وتهديدات القذافي للبنغازيين معتبرة أن يد الثورة لا ت قطع ومسيرة النضال لا تهزم. ونبهت الصحيفة إلى أن حالة الحلبيين الإنسانية يجب أن لا تهمل وأن يعمل المجتمع الدولي على على تلافيها سواء سقطت حلب في يد النظام أم لم تسقط فالأمر يتعلق بمعاناة آلاف السوريين الأبرياء بالتزامن مع تعطل أعمال الإغاثة وإجلاء العديد منهم جراء تردي الوضع الأمني في ظل التلويح بالمذبحة التي يخطط النظام لها. وختمت الصحيفة بالقول" إن هذه الحالة الإنسانية وغيرها من الحالات المماثلة دفعت قطر إلى إطلاق حملتها الإنسانية كلنا للشام إسهاما منها في الحد من معاناة هذا الشعب الشقيق ونفس الموقف هو ما يدفعها إلى الوقوف إلى جانب هذا الشعب في سبيل إنقاذه من محنته". واكدت صحيفة الوطن في افتتاحيتها تحت عنوان "معركة حلب ودلالاتها" أن أنظار العالم اليوم تتجه إلى معركة كبرى تجري في حلب الرئة الاقتصادية لسوريا والتي استعد لها الثوار والجيش الحر بأسلحة بسيطة وعتاد محدود في قوته النيرانية فيما جهز لها النظام - مستعرضا عتاده العسكري - طابورا من المدرعات فضلا عن أسراب من المروحيات التي تحوم في سماء المدينة وترشق أحياءها تمهيدا لهذه المعركة فضلا عن مقاتلات تمرق في سماء الشهباء. إلا أن الصحيفة رأت أنه ليس بالضرورة أن تسفر هذه المواجهة غير المتكافئة عن انتصار من في حوزته كل هذه الذخائر والعتاد والمدرعات والمقاتلات بل على العكس يتعين على النظام أن يخشى جدا مقاتلا يؤمن بقضيته ويسعى إلى تحرير بلاده من أغلال ديكتاتورية نظام حديدي بل إن الجيش الحر صار هو البادئ بالفعل مجرجرا النظام إلى ردات فعل يضطر إليها قسرا فموقع المواجهة وساعة بدئها يحددها الثوار ورغم قلة عددهم ومحدودية عتادهم إلا أنهم نجحوا في رسم خريطة للمواجهات بمساحة سوريا كلها. وأضافت أن أهم ما يلفت في هذه المعارك وخريطتها الجيوسياسية أن الثوار اختاروا هذه المرة مواجهة في عاصمتي النظام السياسية والاقتصادية ما يعني أن النظام صار بمواجهة منسوب جرأة وقوة لم يعهدهما فقد انتهت مرحلة منازلة النظام في الجغرافيات النائية والمدن البعيدة فخط التماس حاليا صار على مقربة من القصر الجمهوري بل وفي أحشاء مناطق كان يزعم النظام أنه يسيطر عليها فإذا بها تتظاهر رفضا للنظام تماما كما هي مظاهرات الأمس في حلب كل ذلك وغيره تعكسه كثير من تصريحات مسؤولين كبار في العالم والتي تؤكد أن ساعة أفول النظام قد أزفت. وختمت الوطن افتتاحيتها بالقول أن "ما يحزن له جدا هو عدد الضحايا المدنيين الذين ستزهق أرواحهم في هذه المجزرة التي تدور رحاها الآن في حلب".