رصد الكاتب الصحفي الأمريكي، توماس فريدمان، أحاديث حول العودة إلى أجواء الحرب الباردة، في ظل زمجرة روسيا بعد سقوط حلفائها في أوكرانيا، بينما لا تزال تدافع عن النظام السوري، وأحاديث أخرى حول قصور فريق الرئيس باراك أوباما عن الدفاع عن مصالح أمريكا أو أصدقائها. واستبعد فريدمان -في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز- عودة الحرب الباردة؛ مشيرا إلى أن السياسية الجغرافية باتت اليوم أكثر إثارة عما كانت عليه من قبل، وقال إنه لا يرى أن حذر أوباما في غير محله بشكل كلي. ويرى فريدمان أن الحرب الباردة كانت حدثا مختلفا بين قوتين عالميتين ذواتا أيديولوجيتين عالميتين، تتدرع كل منهما بترسانة نووية وتقف من ورائهما تحالفات واسعة.. بحيث كان واقع العالم أشبه برقعة شطرنج حمراء وسوداء؛ تثير هيمنة أحد الطرفين على أي مربع هواجس أمنية لدى الآخر.. كما كانت الحرب الباردة لعبة صفرية الناتج؛ أي مكسب يحرزه الاتحاد السوفييتي وحلفاؤه يعتبر بمثابة خسارة للغرب وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، والعكس صحيح. انتهت اللعبة لصالحنا، يقول الكاتب الأمريكي.. ويصف ما يحدث اليوم في المشهد العالمي بأنه مزيج من لعبة أكثر قدما وأخرى أكثر حداثة، ويشير إلى رأي البروفسور مايكل ماندلباوم، أستاذ السياسات الخارجية الأميركية بمعهد الدراسات العليا بجامعة جونز هوبكنز "أن الانقسام الجيوسياسي الأعمق في عالم اليوم يقع بين فئتين من الدول تبحث أولاهما عن نفوذ إقليمي ، بينما تريد الفئة الثانية أن تتخذ لنفسها مكانة كريمة ونفوذا وأن ينعم شعبها بالرخاء والازدهار". ويصنف فريدمان كلا من روسيا وإيران وكوريا الشمالية بأنهم من الفئة الأولى التي يركز قادتها على توطيد سلطتهم ونفوذهم عبر دول قوية ذات نفوذ إقليمي.. ولأن موسكو وطهران لديهما نفط فيما تمتلك بيونج يانج أسلحة نووية فإنه يمكن للثلاثة استبدال الطعام بما يملكون ويمكن لقادتهم تحدي المجتمع العالمي والبقاء فضلا عن الازدهار..يحدث هذا بينما يلعب جميع هؤلاء القادة لعبة سياسات القوى وهي لعبة قديمة تقليدية لإيجاد مناطق نفوذ. أما دول الفئة الثانية، الساعية لازدهار شعوبها، فتضم الدول الأعضاء في اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا "نافتا" -الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك-، ودول الاتحاد الأوروبي، وتكتل ميركوسور التجاري بأمريكا اللاتينية، ورابطة الآسيان في آسيا.