رفض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم الخميس الانتقادات الموجهة لحكومته للإفراج عن 65 محتجزا تعتبرهم واشنطن متشددين خطيرين مما يهدد بتصاعد حدة التوتر مع الولاياتالمتحدة مع اقتراب موعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان. ووصف مسؤولون أفغان هذه الخطوة بأنها تحقيق للعدالة لمواطنين أفغان واجهوا اتهامات لا أساس لها من الجيش الأمريكي. لكن الولاياتالمتحدة عبرت عن قلقها العميق من القرار بينما ندد حلف شمال الأطلسي الذي يشرف على العملية العسكرية الأجنبية بالقرار ووصفه بأنه "خطوة كبيرة للوراء" بالنسبة لسيادة القانون في البلاد. وقال كرزاي في مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة بعد اجتماعه مع الرئيس عبد الله جول ومع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف "إذا قررت السلطات القضائية الأفغانية الإفراج عن سجين فهذا ليس شأن الولاياتالمتحدة." وأضاف كرزاي الذي سيترك منصبه بعد انتخابات أبريل نيسان القادم بعد أن أمضى أكثر من عشر سنوات في السلطة "اتمنى أن تكف الولاياتالمتحدة عن التدخل في الإجراءات القضائية الأفغانية والسلطة القضائية. اتمنى أن تبدأ الولاياتالمتحدة احترام السيادة الأفغانية." وتشتكي الحكومة الأفغانية منذ وقت طويل من أن القوات الأجنبية تحتجز أفغانا على أسس غامضة ودون إجراءات قضائية مناسبة. وفي بيان شديد اللهجة قالت القوات الأمريكية في كابول إن بعض المفرج عنهم قتلوا أفغانا وجنودا أجانب وأصبحوا يمثلون خطرا من جديد. وأضاف البيان "جازفت القوات الأمريكية والأفغانية بحياتها لضمان سلامة الشعب الأفغاني. نناشد (الحكومة الأفغانية) أن تضع في الاعتبار التداعيات التي قد تكون مميتة لعملية الإفراج اليوم". وأضافت أن المحتجزين المفرج عنهم قد يعودون إلى ممارسة "سلوكهم الإجرامي". وطالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف كابول بضمان ألا يرتكب المحتجزون المفرج عنهم أي أعمال عنف و"أن تقدم على الفور من يفعلون ذلك للعدالة." وقالت "أفغانستان دولة ذات سيادة وكرزاي (محق) في هذا. يمكنهم اتخاذ قراراتهم." لكنها مضت تقول "مع هذا نحن واضحون تماما في أن لدينا مخاوف مشروعة فيما يتعلق بحماية قواتنا وعلى حياة قوات التحالف وحياة قوات الأمن الأفغانية والمدنيين الأفغان بعد الإفراج عن هؤلاء الرجال." وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الافغانية ظاهر عظيمي انه تم الافراج عن السجناء من معتقل قرب العاصمة الافغانية كابول وانه سيتم اعادتهم الى ديارهم في مختلف انحاء أفغانستان. وقال ايمال فيظي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني إن الإفراج يأتي تنفيذا لقرار أصدرته سلطات قضائية أفغانية الشهر الماضي. وأضاف لرويترز "أفرج عن أفغان أبرياء احتجزتهم الولاياتالمتحدة دون وجه حق في سجن باجرام لسنوات. نرحب بهذا." وأظهر فيديو أرسلته وزارة الدفاع الأفغانية لرويترز السجناء وهم يصافحون مسؤولين في الجيش الأفغاني عند خروجهم من السجن. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن في بيان صدر ببروكسل إنه قلق جداً. وأضاف "هذا القرار الذي اتخذ فيما يبدو استنادا إلى حسابات سياسية ودون اعتبار لعملية مناسبة أمام المحاكم الأفغانية خطوة كبيرة للوراء بالنسبة لسيادة القانون في أفغانستان ويثير مخاوف أمنية جدية." والمجموعة التي أفرج عنها يوم الخميس ضمن 88 محتجزا اعترضت واشنطن على الإفراج المقرر عنهم. وقال مسؤول أفغاني إن الحكومة ما زالت تبحث مصير المحتجزين المتبقين. ووصفت السفارة الأمريكية في كابول الإفراج عن المحتجزين بأنه خطوة "مؤسفة للغاية" تنتهك اتفاقا بشأن المحتجزين أبرم عام 2012 وقالت إن حكومة كابول "تتحمل مسؤولية" القرار. وذكر مسؤول بالجيش الأمريكي أن الولاياتالمتحدة زودت المسؤولين الأفغان "بمئات من الصفحات" قال إنها تحتوي على أدلة أو معلومات تدين المحتجزين.